والمراد من عبادة الله هنا توحيده، لا ما يعم كل الطاعات: بدليل الرواية الثالثة. ويكون قوله "ولا يشركوا به شيئا" للتأكيد لرفع ما كان عليه المشركون من عبادة الأوثان لتقربهم إلى الله زلفى.
(هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك) أي ما وجب لهم شرعا بوعده الصادق، فهو متحقق لهم لا محالة إذا فعلوا، فلفظ "حق" على هذا مستعمل في أصل وصفه، وقيل إنه من مجاز المقابلة لحقه عليهم، كقوله تعالى {ومكروا ومكر الله} [آل عمران: ٥٤] لأن الله لا يجب عليه شيء.
(أن لا يعذبهم) "أن" وما دخلت عليه في تأويل مصدر خبر مبتدأ محذوف تقديره حق العباد على الله - إذا فعلوا ذلك - عدم تعذيبهم.
(أفلا أبشر الناس؟ ) التبشير الإخبار بخبر يظهر أثره على البشرة، خيرا كان الخبر أو شرا، ثم شاع في خبر الخير.
والهمزة للاستفهام، والفاء مؤخرة من تقديم -على المشهور- لأن الاستفهام له الصدارة، وهي عاطفة على محذوف تقديره: أقلت ذلك أفلا أبشر الناس؟ .
(لا تبشرهم فيتكلوا) من الاتكال، وهو الاعتماد، وأصله فيوتكلوا لأنه من وكل الأمر إلى غيره، قلبت الواو تاء وأدغمت في تاء الافتعال.
والفعل منصوب بأن مضمرة بعد الفاء المسبوقة بالنهي.
(ومعاذ بن جبل رديفه) وردت في الرواية الثالثة، مبتدأ وخبر في محل النصب على الحال.
(على الرحل) حال أيضا.
(ما من عبد يشهد) "ما" نافية، و"من" زائدة لتأكيد النفي، و"عبد" اسم "ما" وجملة "يشهد" صفة "عبد".
(إلا حرمه الله على النار) معنى التحريم المنع، أي إلا منعه الله من النار، والمستثنى منه محذوف، والاستثناء مفرغ، والتقدير: ما عبد شاهد بكذا كائنا بحكم من الأحكام إلا بحكم تحريمه على النار.
(أفلا أخبر بها الناس فيستبشروا) ضمير "بها" يعود على المقالة "ما من عبد" إلخ أي أفلا أخبر الناس بهذه المقالة؟ وفعل "يستبشروا" منصوب بأن مضمرة بعد الفاء المسبوقة باستفهام.
(إذا يتكلوا) "إذا" حرف جواب وجزاء، والفعل بعدها منصوب بها، والجمهور يكتبها بالألف، وكذا رسمت في المصاحف، والمازني والمبرد يكتبونها بالنون، وعن الفراء: إن عملت تكتب بالألف،