(إن كدتم آنفا لتفعلون فعل فارس والروم)"إن" مخففة من الثقيلة مهملة لا عمل لها، و"فعل فارس" مفعول مطلق مبين لنوعه و"تفعلون" منزل منزلة اللازم، وفي الكلام تشبيه، والتقدير: تفعلون مثل فعل فارس، و"آنفا" نصب على الظرفية، وهو من استأنفت الشيء إذا ابتدأته، والمعنى: كدتم في أول الوقت الذي يقرب منا أن تفعلوا فعل فارس، وفي بعض النسخ "إن كدتم آنفا تفعلون" بدون اللام.
(يقومون على ملوكهم وهم قعود) جملة "وهم قعود" حال من "ملوكهم" وجملة "يقومون على ملوكهم" لا محل لها من الإعراب مستأنفة استئنافا بيانيا، كأنها في جواب سؤال، تقديره: وما فعل فارس؟ ويجوز أن تكون في موضع النصب على الحال من (فارس والروم).
(فلا تفعلوا) الفاء فصيحة، في جواب شرط مقدر، أي إذا كان هذا فعل فارس والروم فلا تفعلوه، لئلا تتشبهوا بهم في فعل لا يرضاه الشرع، ومفعول "تفعلوا" محذوف.
(ائتموا بأئمتكم إن صلى قائما فصلوا قياما) كان الظاهر أن يقول: إن صلوا قياما فصلوا قياما، لأن الضمير عائد على "أئمتكم" لكن التقدير إن صلى أحدهم قائما.
(إنما الإمام ليؤتم به)"يؤتم" مؤول بمصدر مجرور باللام، والجار والمجرور متعلق بكون خاص، والتقدير: إنما الإمام جعل للائتمام به.
(سمع الله لمن حمده ... اللهم ربنا لك الحمد) سبق شرحه في الباب السابق.
(لا تبادروا الإمام) أي لا تسبقوه، ففي القاموس: بادره مبادرة وبدارا، وابتدره عاجله.
(إنما الإمام جنة) بضم الجيم وتشديد النون المفتوحة، أي وقاية وساتر لمن خلفه، ومانع من خلل يعرض لصلاتهم بسهو أو مرور، أي كالجنة، وهي الترس الذي يستر من وراءه، ويمنع وصول مكروه إليه.
(فإذا وافق قول أهل الأرض قول أهل السماء غفر له ما تقدم من ذنبه)، "قول أهل الأرض" فاعل "وافق" و"قول أهل السماء" مفعوله، و"غفر" مبني للمجهول، و"ما تقدم" نائب فاعل، وضمير "له" يعود على الإمام أو على الموافق من أهل الأرض، وهو أولى ليوافق الرواية الأولى من الباب السابق ولفظها "فإنه من وافق قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه".
-[فقه الحديث]-
النقطة الأساسية في هذا الحديث، برواياته الإحدى عشرة، هي: إذا صلى الإمام جالسا، فهل يجلس المأموم أو يقف؟