(فاحتفزت) اختار صاحب التحرير أنها بالراء، والصحيح بالزاي، ومعناه تضاممت ليسعني المدخل.
(فقال: أبو هريرة؟ ) خبر مبتدأ محذوف تقديره: أأنت أبو هريرة؟ والاستفهام للتقرير أو للتعجب، لاستغرابه من أين دخل مع سد الأبواب.
(وهؤلاء الناس) يعني النفر الذين كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم وقاموا في طلبه.
(مستيقنا بها قلبه) ذكر القلب هنا للتأكيد، ونفي توهم المجاز، وإلا فالاستيقان لا يكون إلا بالقلب.
(فقلت: هاتين نعلا رسول الله صلى الله عليه وسلم) هكذا هو في جميع الأصول "فقلت هاتين نعلا" بنصب هاتين ورفع "نعلا" وتوجيهه أن "هاتين" منصوب بفعل محذوف و"نعلا" خبر مبتدأ محذوف والتقدير: تعني هاتين؟ - هما نعلا رسول الله صلى الله عليه وسلم - وهذا التوجيه مع ما فيه من التكلف أولى من تخطئة الرواية.
(فضرب بيده بين ثديي) مفعول "ضرب" محذوف، و"بين" ظرف مكان، أو الباء زائدة، و"يده" مفعول، أي دفع عمر يده بين ثديي و"ثديي" تثنية "ثدي" لفظ مذكر، وقد يؤنث في لغة قليلة، وقد اختلفوا في اختصاصه بالمرأة، فقيل: يكون للرجل والمرأة، وقيل: هو للمرأة خاصة وعلى القول الأخير يكون إطلاقه على الرجل في هذا الحديث وفي أحاديث أخرى من قبيل المجاز.
(فخررت لاستي) "است" بألف وصل، وهو اسم من أسماء الدبر، وقد يطلق على العجز كما يطلق على حلقة الدبر، ومقصوده أنه سقط على الأرض جالسا على إليته وعجيزته.
(فأجهشت بكاء) وفي رواية "فجهشت" يقال: جهش جهشا، وأجهش إجهاشا، وهو أن يفزع الإنسان إلى غيره، وهو متغير الوجه متهيئ للبكاء ولما يبك بعد، ولفظ "بكاء" مفعول لأجله، وفي رواية "للبكاء" وهو بهمزة المد، وقد يقصر.
(وركبني عمر) أي تبعني ومشى خلفي.
(فإذا هو على أثري) فيه لغتان فصيحتان مشهورتان: كسر الهمزة وسكون الثاء، وفتح الهمزة والثاء، أي تبع خطواتي وآثار مشيي دون فاصل بيننا أو تراخ.
(بأبي أنت وأمي) خبر مقدم ومبتدأ مؤخر، والتقدير أنت مفدى بأبي وأمي، وليست العبارة على حقيقتها، فإنها تقال ممن مات أبوه وأمه، وإنما المقصود منها المبالغة في الحنان والبر الذي يفوق ما بين الولد وأبويه، حتى كأنه يضحي بهما من أجله.
(أبعثت أبا هريرة؟ ) الاستفهام حقيقي، للتأكد من كلام أبي هريرة وليبني على الجواب ما يريد.