(فوالله ما كهرني) أي ما انتهرني، والكهر الانتهار قاله أبو عبيد، وقرأ عبد الله بن مسعود: وأما السائل فلا تكهر، وقيل: الكهر العبوس في وجه من تلقاه.
(إن هذه الصلاة لا يصلح فيها شيء من كلام الناس) أي لا يحل كما جاء في بعض الروايات.
(إني حديث عهد بجاهلية) قال النووي: قال العلماء: الجاهلية ما قبل ورود الشرع، سموا جاهلية لكثرة جهالتهم وفحشهم. اهـ.
(ذاك شيء يجدونه في صدورهم) أي التطير انقباض أو انبساط يجدونه في صدورهم نتيجة وأثرًا لرؤية شيء أو سماع شيء لا يقدرون على دفعه من الصدور.
(فلا يصدنهم) أي لكن الممنوع شرعًا أن يؤثر هذا على تحركاتهم، وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلم "إذا تطيرت فلا ترجع" عما كنت تقصده قبل التطير.
(قال ابن الصباح: فلا صدنكم) أصل السند: حدثنا أبو جعفر محمد بن الصباح وأبو بكر بن أبي شيبة، وتقاربا في لفظ الحديث قالا: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن حجاج الصواف عن يحيى بن أبي كثير عن هلال بن أبي ميمونة عن عطاء بن يسار عن معاوية بن الحكم السلمي ... الحديث.
فرواية ابن الصباح بأسلوب الخطاب "فلا يصدنكم" ورواية ابن أبي شيبة بأسلوب الغيبة "فلا يصدنهم".
(ومنا رجال يخطون) خطوطًا في الرمل أو غيره للتنجيم. وسيأتي الحكم والشرح في فقه الحديث.
(قبل أحد والجوانية)"قبل" بكسر القاف وفتح الباء أي جهة، و"الجوانية" بفتح الجيم وتشديد الواو وبعد الألف نون مكسورة ثم ياء مشددة. قال النووي: هكذا ضبطناه، وحكي عن بعضهم تخفيف الياء، والمختار التشديد والجوانية موضع بقرب أحد في شمال المدينة.
(وأنا رجل من بني آدم آسف كما يأسفون)"آسف" بمد وفتح السين مضارع أسف، أي أغضب كما يغضبون.
(لكني صككتها صكة) أي لطمتها. قال علماء اللغة:"لكن" لا بد أن يتقدمها كلام مناقض لما بعدها، نحو ما هذا ساكنًا لكنه متحرك، أو ضد له، نحو ما هذا أبيض لكنه أسود، وظاهر الأسلوب هنا جرى على غير ذلك. ويمكن أن يكون الاستدراك على محذوف والتقدير: أغضب كما يغضبون، وكان ينبغي إسلامًا أن أكظم غيظي لكني صككتها، و"صكة" لإفادة المرة، أي صكة واحدة والتنكير فيها للتعظيم والتهويل.