للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تعبدون فإن استكبروا فالذين عند ربك يسبحون له بالليل والنهار وهم لا يسأمون} بهذا قطع أكثر الشافعية وهو مذهب أبي حنيفة وأحمد، ومذهب مالك وأكثر الشافعية أن السجدة بعد الآية (٣٧) السابعة والثلاثين، بعد قوله تعالى: {إن كنتم إياه تعبدون}

١٣ - وثلاث سجدات في المفصل على خلاف سيأتي:

إحداها: بعد آخر آية من سورة النجم، بعد قوله تعالى: {أفمن هذا الحديث تعجبون، وتضحكون ولا تبكون وأنتم سامدون فاسجدوا لله واعبدوا}

١٤ - ثانيتها: بعد الآية (٢١) الحادية والعشرين من سورة الانشقاق، بعد قوله تعالى: {فما لهم لا يؤمنون وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون}

١٥ - ثالثتها: بعد الآية الأخيرة من سورة العلق "اقرأ" بعد قوله تعالى: {كلا لا تطعه واسجد واقترب}

وقد اتفق العلماء من هذه المواضع على عشرة، واختلفوا في خمسة على النحو التالي:

١ - ثانية الحج، المرقمة عندنا برقم (٧) بعد قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم ... } أثبتها الشافعية ومالك وأحمد وداود، قال ابن المنذر: قال أبو إسحق [يعني السبيعي التابعي الكبير] أدركت الناس منذ سبعين سنة يسجدون في الحج سجدتين" قال ابن المنذر: وبإثباتها أقول. اهـ. قال النووي في المجموع: والعمدة في السجدة الثانية في الحج حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه قال "أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس عشرة سجدة في القرآن" منها ثلاث في المفصل، وفي الحج سجدتان، رواه أبو داود والحاكم بإسناد حسن وأما حديث عقبة بن عامر قال: قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: في الحج سجدتان" قال: نعم، ومن لم يسجدهما فلا يقرأهما" فرواه أبو داود والترمذي وقالا: ليس إسناده بالقوي وفيه ابن لهيعة وهو متفق على ضعف روايته. اهـ.

وأسقط هذا الموضع من السجدات أبو حنيفة رضي الله عنه، وحكى ابن المنذر هذا الرأي عن سعيد بن جبير والحسن البصري والنخعي. ولعلهم يحملون السجود المأمور به في الآية على سجود الصلاة لقرنه بالركوع. والله أعلم.

٢ - سجدة "ص" المرقمة عندنا برقم (١١) بعد قوله تعالى: {وظن داود أنما فتناه فاستغفر ربه وخر راكعًا وأناب} والمنصوص عند الشافعية وبه قطع جمهورهم أن سجدة "ص" سجدة شكر، وليست سجدة تلاوة، وجمهور العلماء على أنها سجدة تلاوة لحديث عمرو بن العاص السابق، والذي عد في القرآن خمس عشرة سجدة، فقرنها بسجدات التلاوة، فهي منها ويحتج جمهور الشافعية بما رواه أبو داود بإسناد صحيح على شرط البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: "خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يومًا، فقرأ "ص" فلما مر بالسجدة تهيأنا للسجود فلما رآنا قال: إنما هي توبة نبي. ولكن قد

<<  <  ج: ص:  >  >>