للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(دخلت علي عجوزان ... فقالتا) هو محمول على أن إحداهما تكلمت والأخرى أقرتها على كلامها، ونسب القول إلى الثانية مجازًا. قال الحافظ ابن حجر: ولم أقف على اسم واحدة منهما.

(إن أهل القبور يعذبون في قبورهم) أطلق التعذيب باعتبار الغالب والكثير، قال الكرماني: لعله سمى أحوال العباد في القبر تعذيبًا تغليبًا لفتنة العاصي على فتنة الطائع لأجل التخويف، ولأن القبر مقام الهول والوحشة ولأن ملاقاة الملائكة مما يهاب منه ابن آدم في العادة، اهـ.

(ولم أنعم أن أصدقهما) أي لم تطب نفسي أن أصدقهما، ومنه قولهم في التصديق: نعم، وهو بضم الهمزة وإسكان النون وكسر العين.

وسيأتي الجمع بين الحديثين في فقه الحديث.

(يستعيذ في صلاته من فتنة الدجال) لم تحدد هذه الرواية في أي موضع من الصلاة كانت الاستعاذة، ولكن الرواية الرابعة والسادسة صرحتا بأن موضعها بعد الفراغ من التشهد الآخر، وجاء في الرواية الرابعة "من شر فتنة المسيح الدجال" و"المسيح" بتخفيف السين المكسورة بعد الميم المفتوحة وآخره حاء مهملة يطلق على الدجال، وعلى عيسى عليه السلام، لكن إذا أريد الدجال قيد به، وقال أبو داود "المسيح" بتشديد السين المكسورة الدجال وبتخفيف السين عيسى، والمشهور الأول. قال الجوهري: من قاله بالتخفيف فلمسحه الأرض، ومن قاله بالتشديد فلكونه ممسوح العين، وحكى بعضهم أنه قال بالخاء في الدجال واختلف في تلقيب الدجال بالمسيح فقيل: لأنه ممسوح العين، وقيل لأن أحد شقي وجهه خلق ممسوحًا لا عين فيه ولا حاجب، وقيل: لأنه يمسح الأرض إذا خرج، وأما عيسى فقيل: سمي بذلك لأنه خرج من بطن أمه ممسوحًا بالدهن، وقيل: لأن زكريا مسحه، وقيل: لأنه كان لا يمسح ذا عاهة إلا برئ، وقيل لأنه كان يمسح الأرض بسياحته. وقيل: لأن رجله كانت لا أخمص لها، وقيل: للبسه المسوح، وقيل: هو بالعبرانية ماشيخا فعرب المسيح: ذكره في الفتح.

(اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم) في رواية البخاري "من عذاب النار" كما هو في الرواية السابعة. قال أهل اللغة: العذاب كل ما يعني الإنسان ويشق عليه، وأصله المنع، وسمي عذابًا لأنه يمنعه من المعاودة، ويمنع غيره من مثل ما فعله. ذكره النووي في المجموع.

(ومن فتنة المحيا والممات) المحيا والممات مصدران ميميان، بمعنى الحياة والموت، ويحتمل زمان ذلك، لأن ما كان معتلاً من الثلاثي فقد يأتي منه المصدر والزمان والمكان بلفظ واحد، أما فتنة الحياة فهي التي تعرض للإنسان مدة حياته من الافتتان بالدنيا والشهوات والجهالات وأشدها وأعظمها والعياذ بالله تعالى أمر الخاتمة عند الموت، وأما فتنة الممات، فاختلفوا فيها، فقيل: فتنة القبر وقيل: الفتنة عند الاحتضار،

<<  <  ج: ص:  >  >>