(وهو على كل شيء قدير) قال العيني: هو من باب التتميم والتكميل لأن الله تعالى لما كانت الوحدانية له، والملك له، والحمد له، فبالضرورة يكون قادرًا على كل شيء". اهـ.
(ولا ينفع ذا الجد منك الجد) قال الحافظ ابن حجر: الجد مضبوط في جميع الروايات بفتح الجيم، ومعناه الغنى أو الحظ، و"منك" بمعنى "عندك" أي لا ينفع ذا الغنى عندك غناه، وإنما ينفعه العمل الصالح، وهذا أقرب التقديرات وقيل: إن "منك" بمعنى البدل، وفي الكلام مضاف محذوف، أي بدل طاعتك، أي لا ينفع ذا الغنى منك غناه، وقيل ضمن "ينفع" معنى "يمنع" أي لا يمنع ذا الغنى منك غناه، كقوله {يوم لا ينفع مال ولا بنون}[الشعراء: ٨٨] وقريب من هذا من فسر "الجد" بأب الأب، وأب الأم، أي لا ينفع أحدًا نسبه.
وحكي عن أبي عمرو الشيباني أنه روى "الجد" بالكسر، وقال معناه: لا ينفع صاحب الاجتهاد اجتهاده، واعترض بأن الاجتهاد في العمل نافع، لأن الله قد دعا إليه، وأجيب بأن المراد أنه لا ينفع الاجتهاد في طلب الدنيا وتضييع أمر الآخرة، أو لا ينفع بمجرده ما لم يقارنه القبول، وذلك لا يكون إلا بفضل الله ورحمته، كما في حديث "لن يدخل أحدًا عمله بالجنة".
(كتب معاوية إلى المغيرة اكتب إلي بشيء سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم) لفظ "بشيء" ليس على إطلاقه، بل هو مقيد بما جاء في رواية للبخاري "اكتب إلي ما سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول خلف الصلاة" وعند أبي داود "أي شيء كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا سلم من الصلاة"؟
(سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إذا قضى الصلاة) أي المكتوبة، كما جاء في رواية البخاري، قال الحافظ ابن حجر: فكأن المغيرة فهم ذلك من قرينة في السؤال.
(في دبر كل صلاة حين يسلم) بضم الدال، قال النووي: هذا هو المشهور في اللغة والمعروف في الروايات، وفي اليواقيت: دبر كل شيء - بفتح الدال - آخر أوقاته من الصلاة وغيرها. وعن ابن الأعرابي: دبر الشيء ودبره بالضم والفتح آخر أوقاته، والصحيح الضم، ولم يذكر الجوهري غيره. اهـ. وقال الأزهري: دبر الأمر بضمتين، ودبره بفتح ثم سكون، وفي رواية البخاري "خلف كل صلاة" وفي بعض الروايات "إثر كل صلاة" قال في الفتح، وهو تفسير الرواية "دبر كل صلاة".
(فقراء المهاجرين أتوا ... ) سمي منهم في بعض الروايات أبو ذر الغفاري، وفي بعضها أبو الدرداء، قال الحافظ ابن حجر: والظاهر أن أبا هريرة منهم، ويمكن أن يقال: إن زيد بن ثابت كان معهم، ولا يعارضه ما جاء عند مسلم (روايتنا السابعة) "فقراء المهاجرين" لكون زيد بن ثابت من الأنصار لاحتمال التغليب.
(أهل الدثور) بضم الدال والثاء جمع دثر بفتح ثم سكون، وهو المال الكثير. قال ابن سيده: لا يثنى ولا يجمع، وقيل: يثنى ويجمع، ووقع عند الخطابي "ذهب أهل الدور من الأموال" قال الحافظ ابن حجر: والصواب "الدثور" اهـ.