(ولم يسكت) بين تكبيرة القيام والقراءة، لا كما يفعل بين تكبيرة الإحرام والقراءة.
(وقد حفزه النفس) قال النووي: هو بفتح حروفه وتخفيفها، أي ضغطه لسرعته.
ولعل هذه العبارة لبيان سر ظهور صوته بالحمد والثناء.
(الحمد لله حمدًا كثيرًا طيبًا) أي خالصًا عن الرياء والسمعة.
(مباركًا فيه) أي كثير الخير.
(فأرم القوم) بفتح الراء وتشديد الميم، أي سكتوا. قال القاضي عياض: ورواه بعضهم في غير صحيح مسلم "فأزم القوم" بالزاي المفتوحة وتخفيف الميم من الأزم، وهو الإمساك، وهو صحيح المعنى.
(فإنه لم يقل بأسًا) أي لم يقل خطأ يؤلم أو يضر.
(يبتدرونها) أي يسعون في المبادرة، يقال: ابتدروا السلاح أي سارعوا إلى أخذه.
(أيهم يرفعها) في رواية البخاري "أيهم يكتبها أول" قال العيني: يحمل على أنهم يكتبونها ثم يصعدون بها.
(الله أكبر كبيرًا) قال النووي: أي كبرت كبيرًا.
-[فقه الحديث]-
دعاء الاستفتاح من سنن الصلاة عند أبي حنيفة والشافعي وأحمد، وقال مالك: لا يستحب دعاء الاستفتاح بعد تكبيرة الإحرام، بل يقرأ الفاتحة عقب التكبيرة، واستدل بما في الصحيحين عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر رضي الله عنهما كانوا يفتتحون الصلاة بالحمد لله رب العالمين قال الحافظ ابن حجر: وحديث أبي هريرة [وهو حديث الباب] يرد عليه، وقد تحرر أن حديث أنس بيان ما يفتتح به القراءة، فليس فيه تعرض لنفي دعاء الافتتاح. اهـ
وقد دافع ابن بطال عن مذهب المالكية. فقال: لو كانت هذه السكتة فيما واظب عليه الشارع لنقلها أهل المدينة عياناً وعملاً، فيحتمل أنه صلى الله عليه وسلم فعلها في وقت ثم تركها، ورد عليه بأن الحديث ورد بلفظ "كان إذا قام إلى الصلاة" وبلفظ "كان إذا قام يصلي تطوعاً" وبلفظ "كان إذا قام إلى الصلاة المكتوبة" وكان هنا يشعر بالمداومة عليه.
ومع اتفاق الحنفية والشافعية والحنابلة على استحباب دعاء الاستفتاح اختلفوا في الصيغة المستحبة فمذهب أحمد والحنفية على صيغة رواها أبو داود وابن ماجه والترمذي عن عائشة قالت: