(نظرنا ... حتى كان قريب من نصف الليل) قال النووي: هكذا هو في بعض الأصول "قريب" وفي بعضها "قريبًا" وكلاهما صحيح، وتقدير المنصوب حتى كان الزمان قريبًا، وقوله: "نظرنا" أي انتظرنا، يقال: نظرته وانتظرته بمعنى.
(كنت أنا وأصحابي ... نزولاً) جمع نازل، كشهود جمع شاهد أي كنا نازلين.
(في بقيع بطحان) "البقيع" بفتح الباء، وهو من الأرض المكان المتسع، ولا يقال بقيع إلا وفيه شجر، و"بطحان" بضم الباء وسكون الطاء. هكذا يرويه المحدثون أجمعون، وحكى أهل اللغة فيه فتح الباء وكسر الطاء، وهو علم على واد بالمدينة، ممنوع من الصرف للعلمية وزيادة الألف والنون.
(حتى ابهار الليل) بإسكان الباء وتشديد الراء، قال أبو سعيد الضرير: أي طلعت نجومه واشتبكت، والباهر الممتلئ نورًا، وعن سيبويه: ابهار الليل كثرت ظلمته، وابهار القمر كثر ضوؤه، وقال الأصمعي: ابهار انتصف، مأخوذة من بهرة الشيء وهو وسطه، ويؤيده ما جاء في بعض الروايات "حتى إذا كان قريبًا من نصف الليل".
(على رسلكم) بكسر الراء وفتحها، لغتان، والكسر أفصح وأشهر، أي ابقوا واستمروا على هيئتكم، أي تأنوا وانتظروا.
(أعلمكم وأبشروا) "أعلمكم" بضم الهمزة وسكون العين وكسر اللام مخففة، والجملة كالتعليل للأمر بالانتظار، و"أبشروا" فعل أمر، يقال: بشرت الرجل بتخفيف فتحة الشين، وبتشديدها وأبشرته، ثلاث لغات، أي ليؤثر الخبر على بشرتكم سرورًا.
(أن من نعمة اللَّه عليكم أنه ليس من الناس أحد يصلي هذه الساعة غيركم) ليس واسمها وخبرها خبر "أنه" بفتح الهمزة، و"أنه" وخبرها مسبوك بمصدر اسم "أن" الأولى بفتح الهمزة أيضًا، و"من نعمة الله، خبرها، والتقدير: أن عدم صلاة أحد غيركم في هذه الساعة من نعمة الله عليكم. و"أن" واسمها وخبرها معمول لأعلمكم وأبشروا على التنازع. أي أعلمكم بهذا وأبشروا به.
(قلت لعطاء) قال الحافظ ابن حجر: هو ابن أبي رباح، ووهم من زعم أنه ابن يسار.
(إمامًا وخلوًا) بكسر الخاء، أي منفردًا؟ .
(قام عمر ... فقال: الصلاة) قال الحافظ ابن حجر: "الصلاة" بالنصب بفعل مضمر، تقديره مثلاً: صل الصلاة، وساغ هذا الحذف لدلالة السياق عليه.
(يقطر رأسه ماء) "ماء" تمييز محول عن الفاعل، أي يقطر ماء رأسه والجملة حال من "نبي الله" أو من الضمير في "كأني أنظر إليه الآن". وفي رواية "كأنه كان اغتسل قبل أن يخرج".
(كما أنبأه ابن عباس) أي كما أخبر ابن عباس.