وعندي أنه إذا أريد من البيت حجرة داخل الدار صحت رواية "حتى" واتجه كلام القاضي عياض، وإلا فرواية "حين" أوضح وأصح.
(وحبسناه على خزير صنعناه له) هو بالخاء وبالزاي، آخره راء، ويقال: خزيرة بالهاء، قال ابن قتيبة: الخزيرة لحم يقطع صغارًا، ثم يصب عليه ماء كثير فإذا نضج ذر عليه دقيق فإن لم يكن فيها لحم فهي عصيدة قال النووي: وفي صحيح البخاري: قال: قال النضر: الخزيرة من النخالة، والحريرة بالحاء وراءين من اللبن، وقال أبو الهيثم: إذا كانت من نخالة فهي خزيرة، وإذا كانت من دقيق فهي حريرة، والمراد نخالة فيها غليظ الدقيق. اهـ.
والجشيشة الواردة في الرواية الثالثة هي الخزيرة، فلا تعارض، قال شمر: الجشيشة أن تطحن الحنطة طحنًا جليلاً، ثم يلقي فيها لحم أو تمر فتطبخ به.
(فثاب رجال من أهل الدار حولنا) أي اجتمع رجال من أهل الديار التي حولنا. قال النووي: والمراد من الدار المحلة.
(مالك بن الدخشن) بضم الدال وإسكان الخاء وضم الشين آخره نون وفي الرواية الثانية "أو الدخيشن" تصغير الدخشن، وفي روايات مسلم في كتاب الإيمان "الدخشم" بالميم بدل النون.
(ذلك منافق) أي ذلك الرجل منافق، وفي روايات مسلم في كتاب الإيمان "ودوا أنه دعا عليه فهلك"، "وودوا أنه أصابه شر".
(لا تقل له ذلك) أي لا تقل في حقه ذلك، قال النووي: وقد جاءت اللام بمعنى "في" في مواضع كثيرة نحو هذا.
(قال: قالوا: اللَّه ورسوله أعلم) أي قال عتبان: قال هذا البعض: الله ورسوله أعلم، ردًا على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنه قال: لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله.
(قال: فإنما نرى وجهه ونصيحته للمنافقين) قائل ذلك هو البعض المتهم لمالك بن الدخشن.
(ثم نزلت بعد ذلك فرائض وأمور) أي نزل بعد هذا الرجاء الواسع فرائض وواجبات ووعيد وتخويف، فلم يبق على إطلاقه.
(نرى أن الأمر انتهى إليها) قال النووي: ضبطناه "نرى" بفتح النون وضمها، أي أن الأمر الشرعي انتهى إلى الخوف والرجاء، وليس إلى الرجاء وحده.
(إني لأعقل مجة مجها رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم) المج طرح الماء من الفم بالتزريق وكان الكبار يفعلونه مع الصبيان ملاطفة لهم وتأنيسًا ومزاحًا، وكان من رسول الله صلى الله عليه وسلم بركة للصبيان وإكرامًا لآبائهم، وكان سن محمود بن الربيع حين هذه المجة أربع سنين. أو خمسًا. قال النووي.