للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وفي الرواية السادسة: "فبقيت كيف يصلي"؟ بفتح الباء والقاف، أي رقبت ونظرت.

قال النووي: يقال: بقيت وبقوت بمعنى رقبت ورمقت.

(اللهم اجعل في قلبي نورًا) قال النووي: قال العلماء "سأل النور في أعضائه وجهاته". والمراد به بيان الحق وضياؤه والهداية إليه، فسأل النور في جميع أعضائه وجسمه وتصرفاته وتقلباته وحالاته وجملته في جهاته الست حتى لا يزيغ شيء منها عنه. فالنور مستعار للعلم والهداية كما في قوله تعالى: {فهو على نور من ربه} [الزمر: ٢٢] قال الكرماني: والتنوين فيها للتعظيم، أي نورًا عظيمًا، وقيل: المراد النور الحقيقي، فيكون صلى الله عليه وسلم قد سأل الله تعالى أن يجعل له في كل عضو من أعضائه نورًا يستضيء به يوم القيامة في تلك الظلم هو ومن تبعه أو من شاء الله منهم. قال القرطبي: والأول أولى.

(قال كريب: وسبعًا في التابوت) معناه قال كريب: وذكر ابن عباس نقلاً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الدعاء بالنور في سبع أماكن غير هذه دخلت صدري ونسيتها ولا أذكرها، فالمراد من التابوت الصدر وهو وعاء القلب. قال ابن بطال: كما يقال لمن يحفظ العلم: علمه في التابوت مستودع. وقال النووي: المراد بالتابوت الأضلاع وما تحويه من القلب وغيره تشبيهًا بالتابوت الذي يحرز فيه المتاع.

(فلقيت بعض ولد العباس فحدثني بهن) قال النووي: القائل: "فلقيت" هو سلمة بن كهيل الراوي عن كريب. اهـ وقال الحافظ ابن حجر: هو محتمل، وظاهر رواية أبي حذيفة أن القائل هو كريب، ومعنى "حدثني بهن" أي بالسبع التي في صدر كريب ونسيها.

(وذكر خصلتين) عدد كريب أو سلمة خمسًا من السبع ونسي اثنتين، قال الداودي: هما العظم والمخ. وقال الكرماني: لعلهما الشحم والعظم. وقال الحافظ ابن حجر: بل المراد بهما اللسان والنفس وهما اللتان زادهما عقيل في روايته عند مسلم - روايتنا الثامنة - إذ فيها "وفي لساني نورًا ... اللهم أعطني نورًا" وفي السادسة "واجعل في نفسي نورًا".

(فاضطجعت في عرض الوسادة واضطجع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وأهله في طولها) قال النووي: هكذا ضبطناه "عرض" بفتح العين، ورواه الداودي بالضم وهو الجانب، والصحيح الفتح. والمراد بالوسادة الوسادة المعروفة التي تكون تحت الرءوس، ونقل القاضي عن الباجي والأصيلي وغيرهما أن الوسادة هنا الفراش، وهذا ضعيف أو باطل. اهـ وكانت الوسادة من جلد مدبوغ حشوها ليف.

(فجعل يمسح النوم عن وجهه بيده) معناه يزيل أثر النوم وخموله وكسله بتدليك وجهه بيده.

(العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران) بدايتها ما جاء في الرواية الثامنة {إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات

<<  <  ج: ص:  >  >>