لأولي الألباب} [آل عمران: ١٩٠] ونهايتها آخر السورة كما هو صريح الرواية الثامنة، وحقيقة عدها إحدى عشرة آية، ولعله اكتفى بالعقد عددًا.
(فقمت فصنعت مثل ما صنع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم) قال الحافظ ابن حجر: هذا يقتضي أنه صنع جميع ما ذكر من القول والوضوء والسواك ومسح النوم عن الوجه، ويحتمل أن يحمل على الأغلب. اهـ وهذا الأخير أولى.
(فوضع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يده اليمنى على رأسي) إيناسًا لابن عباس ورحمة به.
(وأخذ بأذني اليمنى يفتلها) كان ذلك بعد أن أدار ابن عباس إلى جنبه الأيمن صلى الله عليه وسلم، ومعنى ذلك أنه كان يأخذ الأذن البعيدة مما يؤدي إلى مرور يده صلى الله عليه وسلم حول عنق ابن عباس، وفي ذلك تطييب وإيناس ورحمة وحنو أكثر، وقد بين في الرواية الرابعة الهدف من فتل الأذن بقوله:"فجعلت إذا أغفيت يأخذ بشحمة أذني". قال النووي: قيل: إنما فتلها تنبيهًا له من النعاس. وقيل: ليتنبه لهيئة الصلاة وموقف المأموم وغير ذلك، والأول أظهر. اهـ.
قال الحافظ ابن حجر: وزاد في الرواية: "فعرفت أنه إنما صنع ذلك ليؤنسني بيده في ظلمة الليل".
(ثم احتبى حتى إني لأسمع نفسه راقدًا) في القاموس: احتبى جمع ساقيه إلى ظهره بعمامة ونحوها. وللجمع بين هذا وبين الاضطجاع الوارد في الروايات الأخرى قال النووي: معناه أنه احتبى أولاً ثم اضطجع حتى إني لأسمع نفسه راقدًا.
(فلما تبين له الفجر صلى ركعتين خفيفتين) في الرواية الثانية: "ثم اضطجع حتى جاء المؤذن فقام فصلى ركعتين خفيفتين". ولا تعارض فقد تبين له الفجر ساعة مجيء المؤذن فكانت الصلاة بعد الأمرين.
(فقمت عن يساره فجعلني عن يمينه) أي أدارني من خلفه، وفي الرواية الأولى:"فأخذ بيدي عن يمينه". وفي الرواية التاسعة:"فأخذ بيدي من وراء ظهره يعدلني كذلك من وراء ظهره إلى الشق الأيمن". وتصوير الحالة أن ابن عباس حين وقف عن يسار النبي صلى الله عليه وسلم متأخرًا قليلاً كانت يده اليمنى مجاورة لليد اليسرى للرسول صلى الله عليه وسلم، فمد صلى الله عليه وسلم يده اليسرى فأخذت بيد ابن عباس اليمنى وسارت به من خلف ظهره صلى الله عليه وسلم إلى يمينه صلى الله عليه وسلم.
(ثم صب في الجفنة أو القصعة فأكبه بيده عليها) الجفنة القصعة الكبيرة ففي القاموس: وأعظم القصاع الجفنة ثم الصحفة. فالشك من الراوي إنما هو في كبر القصعة أو عدمه، فروايات أنه قام إلى القربة فحل رباطها ثم توضأ، فيها طي وحذف حاصله أنه سكب من القربة في القصعة ثم ربط القربة وتوضأ من القصعة، يكب من هذا الإناء على يديه، ولا يضع يديه في الإناء.