للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(فتوضأ واستن) أي تسوك. وفي الرواية الثامنة: "فاستيقظ فتسوك وتوضأ". ومع أن الواو لا تقتضي ترتيبًا فإنه يمكن أن يقال: إنه صلى الله عليه وسلم تسوك قبل الوضوء وبعده، فكلا التعبيرين صحيح وكل منهما يعبر عن حالة.

(طويلتين طويلتين طويلتين) قال النووي: وهكذا هو مكرر ثلاث مرات. اهـ. فالتكرير للتأكيد.

(فانتهينا إلى مشرعة) بفتح الميم والراء، وهي الطريق إلى ماء النهر أو البحر من حافته، أي مورد الشرب من النهر أو البحر، أي المورد الذي لا يحتاج إلى رفع أو خوض، وفي المثل: "إن أهون السقي التشريع".

(ألا تشرع يا جابر) بضم التاء مضارع أشرع المتعدي، أي ألا تشرع ناقتك أو نفسك؟ أي ألا تسقي ناقتك؟ وروي بفتح التاء مضارع شرع اللازم أي ألا تشرب؟ .

(ووضعت له وضوءًا) بفتح الواو أي ماء يتوضأ به.

(فصلى في ثوب واحد خالف بين طرفيه) أي أخذ طرف الثوب الذي ألقاه على كتفه الأيمن من تحت يده اليسرى وطرفه الذي ألقاه على كتفه الأيسر من تحت يده اليمنى ثم عقدهما على صدره.

(أنت نور السموات والأرض) قال النووي: قال العلماء: معناه نورهما وخالق نورهما. وقال أبو عبيد: معناه بنورك يهتدي أهل السموات والأرض. قال الخطابي في تفسير اسمه سبحانه وتعالى [النور]: ومعناه الذي بنوره يبصر ذو العماية، وبهدايته يرشد ذو الغواية. قال: ومنه: {الله نور السماوات والأرض} [النور: ٣٥] أي منه نورهما. قال: ويحتمل أن يكون معناه ذو النور، ولا يصح أن يكون النور صفة ذات لله تعالى، وإنما هو صفة فعل، أي هو خالقه. وقال غيره: معنى نور السموات والأرض مدبر شمسها وقمرها ونجومها. اهـ. والأقوال كلها متقاربة لأن النور إذا أريد منه حقيقته وهو الضوء فهو تعالى خالقه بخلق أجرامه فهو صاحبه ذو النور، أو هو صاحبه بتدبيره أجرامه، أو هو سببه وبه ومنه نورهما. وإذا أريد منه النور المعنوي والهداية فهو من الإخبار بالمصدر مبالغة كزيد عدل أي عادل، أي أنت الهادي في السموات والأرض. قال الحافظ ابن حجر: وقيل: المعنى أنت المنزه عن كل عيب. يقال: فلان منور، أي مبرأ من كل عيب. اهـ وهو بعيد لإضافته إلى السموات والأرض إلا إذا اعتبرنا الإضافة بمعنى في.

(أنت قيام السموات والأرض) في ملحق الرواية: "قيم السموات والأرض". قال العلماء: من صفاته القيام والقيم كما صرح به هذا الحديث، والقيوم بنص القرآن، وقائم، ومنه قوله تعالى: (أفمن هو قائم على كل نفس) [الرعد: ٣٣] قال الهروي: ويقال: قوام. قال ابن عباس: القيوم الذي لا يزول. وقال غيره: هو القائم على كل شيء، ومعناه مدبر أمر خلقه.

<<  <  ج: ص:  >  >>