للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حجر: وقدم ذكر الأخذ على الإعطاء، وإن كان متأخراً في الواقع لما يقتضيه المقام، والمعنى أن الذي أخذه هو الذي كان قد أعطاه، و"ما" مصدرية في الموضعين، ويحتمل أن تكون موصولة، أي لله ما أخذه من الأولاد، وله ما أعطى منهم.

(مسمى) أي معلوم مقدر.

(فلتصبر ولتحتسب) أي تنوي بصبرها طلب الثواب من ربها، ليحسب لها ذلك من عملها الصالح.

(وانطلقت معهم) المتحدث أسامة بن زيد.

(فرفع إليه الصبي) في بعض روايات الصحيح "فدفع بالدال بدل الراء، وفي بعضها "فلما دخلنا ناولوا رسول الله صلى الله عليه وسلم الصبي".

(ونفسه تقعقع كأنها في شنة) القعقعة حكاية صوت الشيء اليابس إذا حرك، وأصل "تقعقع" تتقعقع، فحذفت إحدى التاءين، والشنة بفتح الشين وتشديد النون: القربة القديمة الجافة اليابسة كجلد الطبل، فكأنه شبه البدن اليابس وحركة الروح فيه، بما يطرح في الجلد الجامد من ماء ونحوه. أي روحه لها صوت وحشرجة كصوت الماء إذا ألقي في قربة جافة.

(ففاضت عيناه) كناية عن تساقط الدمع.

(ما هذا يا رسول الله؟ ) في رواية "أتبكي وتنهى البكاء"؟ .

(هذه رحمة) الإشارة إلى الدمعة، وفي الكلام مضاف محذوف، أي أثر رحمة.

(وإنما يرحم الله من عباده الرحماء) جمع رحيم، وهو من صيغ المبالغة، ومتقضاه أن رحمة الله تختص بمن اتصف بالرحمة وتحقق بها، بخلاف من فيه أدنى رحمة، ولكن عند أبي داود: "الراحمون يرحمهم الرحمن". والراحمون جمع راحم فيدخل فيه أدنى رحمة. ذكره الحافظ ابن حجر.

(اشتكى سعد بن عبادة شكوى له) اشتكى أي مرض وضعف وتألم "وشكوى" بغير تنوين. ولم تكن مرض الموت فقد شفي وعاش بعدها.

(فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوده) "فأتى" مبني للمعلوم، و"رسول الله" فاعل، والقائل عبد الله بن عمر، وظاهره أن ابن عمر كان عند سعد، لكن الرواية الرابعة صريحة في أن ابن عمر كان عند النبي صلى الله عليه وسلم، فالمعنى: فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم سعداً. وجملة "يعوده" تعليلية أو حال.

(فلما دخل عليه وجده في غشية) بفتح الغين وكسر الشين وتشديد الياء، وضبطه بعضهم بإسكان الشين وتخفيف الياء أي إغماء من الكرب والشدة والغاشية هي الداهية من شر أو مرض.

<<  <  ج: ص:  >  >>