للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقيل: في جماعة من أهله الذين يغشونه للخدمة والمؤانسة والمواساة. ويؤيده ظاهر الرواية الرابعة قوله: "فاستأخر قومه من حوله".

(فقال: أقد قضى؟ ) أي أقد انتهى ومات؟

(ألا تسمعون؟ ) أي أحضكم على السماع. أي اسمعوا. وكأنه فهم من بعضهم إنكار بكائه.

(فقال: صالح) السؤال عن حالته الصحية لما علم من مرضه، فلعل المراد صالح للحياة من الصلاحية لا من الصلاح ضد الفساد والسوء.

(ما علينا نعال ولا خفاف ولا قلانس ولا قمص) أي ما على أكثرنا هذه الأشياء لفقرنا أو زهدنا.

(الصبر عند الصدمة الأولى) أصل الصدم ضرب الشيء الصلب بمثله فاستعير للمصيبة الواردة على القلب. و"ال" في "الصبر" للكمال، أي الصبر الكامل الذي يترتب عليه الأجر الجزيل ما كان عند مفاجأة المصيبة لما فيه من صعوبة ومشقة.

(أتى على امرأة تبكي على صبي لها) في ملحق الرواية "مر النبي صلى الله عليه وسلم بامرأة عند قبر". قال الحافظ ابن حجر: لم أقف على اسمها ولا اسم صاحب القبر.

(اتقي الله واصبري) قال الطيبي: "اتقي الله" توطئة لقوله: "واصبري" كأنه قيل لها: خافي غضب الله إن لم تصبري.

(فقالت: وما تبالي بمصيبتي) أي أنت لا تبالي بمصيبتي. وفي رواية للبخاري: "إليك عني" أي تنح وابعد، وفي أخرى له: "فإنك خلو من مصيبتي". وعند أبي يعلى: "يا عبد الله إني أنا الحرى الثكلى، ولو كنت مصاباً عذرتني".

(فأخذها مثل الموت) أي أخذها كرب وخوف ورهبة مثل الذي يأخذ المريض عند الموت.

(أن حفصة بكت على عمر) أي صرخت وعولت كما جاء في الرواية الثانية عشرة.

(إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه) ظاهره أن الباء للسببية، وأن بكاء الأهل سبب لتعذيبه، وجعلها بعضهم للحال. أي أن مبدأ عذاب الميت يقع عند بكاء أهله عليه، وذلك لأن شدة بكائهم غالباً إنما يقع عند دفنه، وفي تلك الحال يسأل ويبتدأ به عذاب القبر، فكأن المعنى: أن الميت يعذب حالة بكاء أهله عليه، ولا يلزم من ذلك أن يكون بكاؤهم سبباً لتعذيبه، ولا يخفى ما في هذا التأويل من بعد وتكلف، وإن كانت الرواية الخامسة عشرة والسادسة عشرة تؤيده.

وقيل: إن اللام في "الميت" للعهد، والمراد به الكافر، كما هو ظاهر الرواية الرابعة عشرة، وقيل: للعهد والمراد به ميت معين، أي إن هذا الميت يعذب ببكاء أهله، لأنه أوصاهم بذلك مثلاً، والتفاصيل تأتي في فقه الحديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>