للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(لما أصيب عمر جعل صهيب يقول: واأخاه) "وا" حرف ندبة والألف في "أخاه" مزيدة لتطويل مد الصوت، والهاء هاء السكت. والمراد من الإصابة الطعنة التي مات فيها. و"صهيب" أصله من بلاد الموصل، سبي في غارة للروم على بلاده وهو غلام صغير اشتراه عبد الله بن جدعان فأعتقه، ثم أسلم بمكة، وهو من السابقين الأولين المعذبين في الله، هاجر إلى المدينة، ومات بها سنة ثمان وثلاثين.

(فقام بحياله) أي بحذائه وجواره.

(عولت عليه حفصة) يقال: عول عليه وأعول عليه، أي صوت وبكى بصوت.

(فإذا صوت من الدار) أي صراخ وصياح.

(قال: فأرسلها عبد الله مرسلة) أي أطلق عبد الله بن عمر جملة: "إن الميت ليعذب ببكاء أهله" إطلاقاً، لم يقيدها بيهودي كما قيدتها عائشة، ولا بوصية كما قيد آخرون، ولا قال: "ببعض بكاء أهله" كما روى أبوه عمر بن الخطاب.

(فقال ابن عباس ... ) قصد ابن عباس بما سيروي أن يرد على ابن عمر إطلاقه العبارة دون قيد بأن أباه عمر قيدها "ببعض بكاء أهله". وفي رواية للبخاري "فقال ابن عباس: قد كان عمر رضي الله عنه يقول بعض ذلك".

(كنا مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب) في رواية للبخاري "صدرت مع عمر رضي الله عنه من مكة" أي عقب أداء الحج.

(حتى إذا كنا بالبيداء) "البيداء" هي المفازة -أي الصحراء الواسعة المهلكة، والمراد منها هنا صحراء ما بين مكة والمدينة.

(ألم تعلم أو لم تسمع؟ قال أيوب: أو قال: أولم تعلم؟ أولم تسمع) "أو" شك من الراوي في أي العبارات ذكر فقوله: "ألم تعلم" الأولى استفهام عن العلم بدون واو بين الهمزة ولم، وقوله: "لم تسمع" الأولى بدون الهمز وبدون الواو وبينهما "أو" على معنى الاستفهام عن السمع، وقوله: "أولم تسمع" الثانية استفهام عن العلم بهمزة فواو مفتوحة، وقوله: "أولم تسمع" الثانية استفهام عن السمع بهمزة فواو مفتوحة، والاستفهام للتقرير، والهدف التوثيق بالرواية بمحاولة الحفاظ على أداء اللفظ المسموع.

(قال: فأما عبد الله فأرسلها مرسلة، وأما عمر فقال "ببعض") القائل هو ابن أبي مليكة مقارناً بين ما سمعه من ابن عمر، وبين ما سمعه من ابن عباس عن عمر، وهذا الكلام معترض بين كلامي ابن عباس، فقوله بعد ذلك: "فقمت" من كلام ابن عباس.

<<  <  ج: ص:  >  >>