للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(فقمت فدخلت) في الرواية الرابعة عشرة "فقال ابن عباس: فلما مات عمر ذكرت ذلك لعائشة".

(وإن الله لهو أضحك وأبكى، ولا تزر وازرة وزر أخرى) ظاهره أن الجملتين عن عائشة، والحق أن الأولى عن ابن عباس كما هو صريح ملحق الرواية الرابعة عشرة، ومعناها أن الدمع لا يملكه ابن آدم ولا تسبب له فيه فلا يؤاخذ فاعله فضلاً عن الميت. ومعنى الآية الثانية أنه لا تحمل نفس لم تذنب وزر نفس أذنبت.

(إنكم لتحدثوني عن غير كاذبين ولا مكذبين) بالتثنية، أي هما لا يتعمدان الكذب، ولا يليق بمسلم أن يكذبهما.

(ولكن السمع يخطئ) تعتبر خطأ حكمهما في سمعهما لا في حفظهما.

(إذ هو بركب تحت ظل شجرة) "الركب" أصحاب الإبل في السفر وهو للعشرة فما فوقها.

(حسبكم القرآن) أي كافيكم ما جاء في القرآن بهذا الخصوص.

(فوالله ما قال ابن عمر من شيء) قال الطيبي وغيره: ظهرت لابن عمر الحجة فسكت مذعناً. وقال الزين بن المنير: سكوته لا يدل على الإذعان فلعله كره المجادلة في هذا المقام.

(سمع شيئاً فلم يحفظه) أي فأخطأ سمعه، أو نسي ما سمعه جيداً.

(وهل) بفتح الواو وكسر الهاء، وفتحها، أي غلط ونسي.

(وذاك مثل قوله ... ) تؤكد عائشة خطأ ابن عمر في روايته تعذيب الميت ببكاء أهله بأنه أخطأ كذلك في روايته إسماع الموتى، حيث روى البخاري عن ابن عمر: أن النبي صلى الله عليه وسلم اطلع على أهل القليب فقال: "وجدتم ما وعد ربكم حقاً"؟ فقيل له: أتدعو أمواتاً؟ فقال: "ما أنتم بأسمع منهم ولكن لا يجيبون".

(قام على القليب يوم بدر) "القليب" بفتح القاف وكسر اللام: البئر العادية القديمة، والمراد هنا قليب بدر.

(وفيه قتلى بدر من المشركين) ورؤساؤهم أبو جهل بن هشام، وأمية بن خلف، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة.

(وقد وهل) أخطأ ابن عمر في روايته أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إنهم ليسمعون ما أقول".

(إنما قال: إنهم ليعلمون أن ما كنت أقول لهم حق) فهي تنفي أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر بأن الموتى يسمعون، وتثبت أنهم يعلمون ما سمعوه قبل الموت.

<<  <  ج: ص:  >  >>