للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(لقد فرطنا في قراريط كثيرة) أي قصرنا وضيعنا، وفي بعض الأصول "لقد ضيعنا قراريط كثيرة" أي من عدم المواظبة على حضور الدفن، ففي الرواية الثانية أن ابن عمر كان يصلي على الجنازة ثم ينصرف.

(وأخذ ابن عمر قبضة من حصباء المسجد) (فضرب ابن عمر بالحصى) قال النووي: ضبطناه الأول "حصباء" والثاني "بالحصى" مقصور، جمع حصاة، وهكذا هو في معظم الأصول، وفي بعضها عكسه وكلاهما صحيح والحصباء هي الحصى.

(ما من ميت تصلي عليه أمة من المسلمين) الأمة الجماعة، وقدرت في هذه الرواية بمائة.

(يبلغون مائة كلهم يشفعون له) جملة "كلهم يشفعون له" صفة لمائة، أي مائة شافعين له.

(إلا شفعوا فيه) أي إلا جعلهم الله شفعاء له.

(أخرجوه) أي قال ابن عباس: أخرجوا ابني الميت للصلاة عليه، حيث وصل عدد المصلين الأربعين.

(فيقوم على جنازته أربعون) أي فيقوم للصلاة على جنازته أربعون رجلاً.

(مر بجنازة) بضم الميم مبني للمجهول، وفي رواية للبخاري "مرت جنازة" بالبناء للمعلوم.

(فأثني عليها خير) "فأثني" بضم الهمزة مبني للمجهول، و"خير" بالرفع نائب فاعل، وفي نسخ البخاري "خيراً" مع بناء "أثنى" للمجهول، قال العلماء: وهي خطأ، وبعضهم وجهها على أن "خيراً" منصوب بنزع الحافض، أي بخير ونائب الفاعل هو الجار والمجرور. وعند الحاكم تفسير ما أبهم من الخير. ففيه: "مر بجنازة، فقال: ما هذه الجنازة؟ قالوا: جنازة فلان الفلاني، كان يحب الله ورسوله، ويعمل بطاعة الله ويسعى فيها". وفي رواية له أيضاً: "فقال بعضهم: لنعم المرء، لقد كان عفيفاً مسلماً".

(وجبت. وجبت. وجبت) ثلاث مرات. والتكرار فيه لتأكيد الكلام المبهم ليحفظ ويكون أبلغ. والمراد من الوجوب: الثبوت والضمير للجنة، وقد صرح بها فيما بعد.

(فأثنى عليها شراً) قال أهل اللغة: الثناء يستعمل في الخير، لا يستعمل في الشر، واستعماله في الشر هنا على سبيل المشاكلة، كقوله تعالى: {وجزاء سيئة سيئة مثلها} [الشورى: ٤٠] وعند الحاكم تفسير ما أبهم من شر، وفيه: "فقال بعضهم: بئس المرء كان. إن كان لفظاً غليظاً".

(أنتم شهداء الله في الأرض) كررت في الأصول ثلاث مرات، والمراد المخاطبون بذلك من الصحابة ومن كان على صفتهم من الإيمان، وحكى ابن التين أن ذلك مخصوص

<<  <  ج: ص:  >  >>