(فنظرت ما علي من الشمس، وأنا أظن أنه يبعثني في حاجة له) في رواية البخاري "فنظرت إلى الشمس ما بقي من النهار" وكأن أبا ذر فهم من قوله: "أترى أحداً؟ " أنه إشارة إلى قرب نهاية النهار ودخول الظلمة والليل.
(مالك ولإخوتك من قريش؟ ) أي: أي شيء حصل لك وحصل لإخوتك من قريش حتى تهاجمهم هذا الهجوم.
(لا تعتريهم وتصيب منهم) في رواية الإسماعيلي "لا تعتريهم ولا تصيب منهم". يقال: عروته واعتريته واعتررته: إذا أتيته تطلب منه حاجة، و"لا" نافية والمراد النهي، أي لا تأتهم في مجالسهم ولا تصبهم، ولا تطلب منهم ما تطلب من عدم جمع المال.
(لا أسألهم عن دنيا) في رواية البخاري "لا أسألهم دنيا" قال النووي: الأجود حذف "عن" كما في رواية للبخاري، اهـ وفي رواية "ثم قال: لا أسألهم شيئاً من متاعها".
(فمر أبو ذر وهو يقول) في الكلام طي، أي فمر أبو ذر، فوقف عليهم وهو يقول.
(بكي في ظهورهم .... إلخ) يحتمل أن تكون الرواية في إحدى الروايتين بالمعنى، ويحتمل أن يكون أبو ذر قد قال كل ألفاظ الروايتين، فاقتصر الأحنف على جزء في كل منهما.
(ثم تنحى، فقعد) أي ثم تنحى وانصرف عن القوم. فسألت القوم: من يكون؟ فقيل: أبو ذر، فجلس إلى سارية فاتبعته، فقلت له .... إلخ.
(ما شيء سمعتك تقول قبيل؟ ) "قبيل" بضم القاف وفتح الباء تصغير "قبل" ظرف مبني على الضم منقطع عن الإضافة، والأصل قبيل هذه اللحظة.
(قلت: ما تقول في هذا العطاء؟ ) كأن الأحنف خاف من التهديد والوعيد الذي رواه أبو ذر أن يشمل أعطيات الأمراء التي يقطعونها ويهبونها لأفراد المسلمين، وكان أبو ذر يرفض قبولها لنفسه، على أساس أنها مال المسلمين لا يملكها الأمير.
-[فقه الحديث]-
-[يؤخذ من الأحاديث: ]-
١ - من قوله في الرواية الأولى "ما من صاحب ذهب ولا فضة. إلخ" وجوب الزكاة في الذهب والفضة.
قال النووي: هذا صريح في وجوب الزكاة في الذهب والفضة، ولا خلاف فيه؛ وكذا باقي المذكورات من الإبل والبقر والغنم.
٢ - وعن قوله "ولا صاحب بقر" قال النووي: هذا أصح الأحاديث الواردة في زكاة البقر، وفيه دليل على وجوب الزكاة في البقر.