للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(أيأتي الخير بالشر)؟ في الرواية الحادية عشرة "وهل يأتي الخير بالشر" فالواو استئنافية فيه. وفي الرواية الثانية عشرة "أو يأتي الخير بالشر"؟ بفتح الواو بعد همزة الاستفهام، والواو عاطفة على مقدر، أي أتصير النعمة نقمة ويأتي الخير بالشر؟ لأن زهرة الدنيا نعمة من الله، فهل تعود هذه النعمة نقمة؟ والاستفهام للاسترشاد وطلب الجواب والرشد، وليس للإنكار والاستبعاد كما قال النووي.

(فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم ساعة) المراد من الساعة القطعة من الزمن وليس المراد بها المتعارف عليها بمقدار ستين دقيقة، قيل: إن سبب سكوته صلى الله عليه وسلم ليأتي بالعبارة الوجيزة الجامعة المفهمة، فنزل عليه الوحي، وقيل سكت انتظاراً للوحي، لأن الجواب في حاجة إليه.

وفي الرواية الثانية عشرة "فسكت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقيل له: ما شأنك؟ تكلم النبي صلى الله عليه وسلم ولا يكلمك؟ قال: ورئينا أنه ينزل عليه، فأفاق يمسح عنه الرحضاء". و"رئينا" بضم الراء وكسر الهمزة، وفي رواية للبخاري "فأرينا" بضم الهمزة، وفي رواية له "حتى ظننت أنه ينزل عليه" وفي رواية له أيضاً "ظننا". و"الرحضاء" بضم الراء وفتح الحاء، وهو العرق، وقيل: العرق الكثير، وقيل: عرق الحمى، كأنهم فهموا أنه ينزل عليه الوحي بالقرينة من الكيفية التي جرت عادته بها عندما يوحى إليه.

(ثم قال كيف قلت)؟ في الرواية الثانية عشرة "وقال: إن هذا السائل" فالسائل خبر "إن" وال فيه للكمال. أي إن هذا هو السائل الممدوح الحاذق الفطن وفي بعض النسخ "أين هذا السائل"؟ وفي بعضها "أنى هذا السائل"؟ وهي بمعنى "أين"؟ وفي بعضها "أي هذا السائل"؟ ومعناه أيكم هذا السائل؟ فحذف الكاف والميم. قاله النووي.

(وكأنه حمده) أخذوه من قرينة الحال. قال الحافظ ابن حجر: والحاصل أنهم لاموه أولاً، حيث رأوا سكوت النبي صلى الله عليه وسلم، فظنوا أنه أغضبه، ثم حمدوه آخراً، لما رأوا مسألته سبباً لاستفادة ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم.

(إن الخير لا يأتي إلا بخير) في الرواية الحادية عشرة "لا يأتي الخير إلا بالخير" ثلاثاً، وفي الرواية الثانية عشرة "إنه لا يأتي الخير بالشر" أي إن الخير بذاته لا يأتي إلا بخير، لكن قد يأتي للخير عارض فينتج هذا العارض شراً، فالمال في ذاته خير، فإن عرض له البخل أو التبذير نتج عن البخل به إو إسرافه شر، وكذا كل نعمة، في ذاتها خير لا تأتي إلا بخير، فالعين خير أعد لخير الإنسان، فإن نظرت إلى محرم أنتج هذا النظر شراً، فالخير بذاته لا ينتج إلا خيراً.

(أو خير هو)؟ بفتح الواو في "أو" همزة استفهام بعدها واو العطف، أي أتظن الشره والحرص على المال نافعاً؟ وخيراً هو؟ والاستفهام إنكاري بمعنى النفي، أي ليس الشره والحرص على المال خيراً. أي ليس المال خيراً إن كان طريق اكتسابه أو إنفاقه شراً.

<<  <  ج: ص:  >  >>