رجل مدع غير أبيه مخبرا عنه بخبر ما إلا بكفره، وبرفع النفي والاستثناء يصير المعنى: الرجل الذي يدعي غير أبيه كافر.
(ومن ادعى ما ليس له) "من" اسم شرط مبتدأ، و"ادعى" فعل الشرط و"ما" موصولة مفعول "ادعى" و"ليس له" لا محل له من الإعراب صلته، أو نكرة موصوفة، مفعول "ادعى" أيضا وجملة " ليس له" صفة، والتقدير: ادعى شيئا ليس له.
(فليس منا) معشر المسلمين، والجملة جواب الشرط.
(وليتبوأ مقعده من النار) يقال: تبوأ الرجل المكان إذا اتخذه مسكنا، فالمعنى ليتخذ لنفسه منزلا من نار جهنم: وهو أمر بمعنى الخبر، أي ليس منا وسيتخذ منزلا له في نار جهنم أو بمعنى التهديد، كقوله {اعملوا ما شئتم} [فصلت: ٤٠] أو بمعنى التهكم، أو دعاء على فاعل ذلك، أي بوأه الله ذلك.
وقال الكرماني: يحتمل أن يكون الأمر على حقيقته، والمعنى: من ادعى ما ليس له فليأمر نفسه بالتبوؤ. والوجه الأول أولى.
(ومن دعاء رجلا بالكفر) أي ناداه بكلمة: يا كافر.
(أو قال: عدو الله) ضبطه النووي على وجهين: رفع "عدو" على أنه خبر مبتدأ محذوف، أي هو عدو الله، ونصبه على النداء، أي يا عدو الله، والنصب أرجح.
(وليس كذلك) أي وليس من دعي بالكفر كما قال الداعي.
(إلا حار عليه) "حار" و"رجع" و"باء" بمعنى واحد، وهذا الاستثناء واقع على المعنى، والتقدير" ما يدعوه أحد بالكفر وهو ليس بكافر إلا رجع الكفر على الداعي.
(لا ترغبوا عن آبائكم) يقال: رغب في كذا إذا مال إليه وأقبل عليه، ورغب عن كذا إذا انصرف عنه وأعرض، فالمعنى: لا تتحولوا عن النسبة لآبائكم.
(فمن رغب عن أبيه فهو كفر) الأصل فهو كافر، ففيه الإخبار بالمصدر للمبالغة كأنه نفس الكفر، كقولهم زيد عدل أي عادل.
(لما ادعي زياد) ضبطه النووي بضم الدال وكسر العين، مبني للمجهول أي ادعاه معاوية، وضبطه بعضهم بفتح الدال والعين، على أن زيادا هو الفاعل، وتوجيهه أن معاوية ادعاه، وصدقه زياد في ادعائه، فصار زياد مدعيا أنه ابن أبي سفيان "راجع المعنى العام".
(سمع أذناي) هكذا ضبطه النووي بكسر الميم وفتح العين، وأذناي بالتثنية، والأذن مؤنث مجازي، يجوز تذكير الفعل معه وتأنيثه، وضبطه بعضهم موافقا النووي في "سمع" لكن ضبط