(وإذا تطاول رعاء البهم)"رعاء" بكسر الراء و"البهم" بفتح الباء وإسكان الهاء الصغار من أولاد الغنم، وأصله كل ما استبهم عن الكلام، وفي رواية البخاري "رعاء الإبل البهم".
(في خمس) خبر مبتدأ محذوف والتقدير: علم وقت الساعة داخل في جملة خمس وليس في الحديث ما يفيد حصر الغيب في هذه الخمس، اللهم إلا أن يقال: إن الاقتصار في مقام البيان يشعر بالحصر، يعزز هذا ما جاء عن ابن مسعود قال: أوتي نبيكم علم كل شيء سوى هذه الخمس، وما أخرجه حميد بن زنجويه عن الصحابة أنه ذكر العلم بوقت الكسوف قبل ظهوره فأنكر عليه، فقال: إنما الغيب خمس وتلا هذه الآية، وقال ما عدا ذلك غيب يعلمه قوم ويجهله قوم، والتحقيق أن هناك غيبا غير هذه الخمس لا يعلمه إلا الله، وفي اللوح المحفوظ كثير من تفصيل ما كان وما يكون لا يعلمه أحد من المخلوقات ويحمل ما جاء عن ابن مسعود على العلم الإجمالي.
(لا يعلمهن إلا الله) قصر صفة على موصوف حقيقي، وليس في الآية قصر كما في الحديث، قال الطيبي: إن الفعل إذا كان عظيم الخطر وما ينبني عليه الفعل رفيع الشأن فهم منه الحصر على سبيل الكناية ولا سيما إذا لوحظ ما ذكر في أسباب النزول من أن العرب كانوا يدعون علم نزول الغيث.
والذي استأثر الله بعلمه إنما هو علم الغيب، أما ظن الغيب وما يبنى على قواعد وعادات كالتنبؤ بالأحوال الجوية وما يقوله المنجمون والحساب فإنه قد يتخلف، وليس في الشرع ما يدل على منعه.
(ويعلم ما في الأرحام) بجميع صفاته وأحواله فلا ينافي علم بعض الصفات بالطرق العلمية الحديثة.
-[فقه الحديث]-
من يقارن بين الروايات يجد بينها اختلافا كثيرا بالزيادة والنقص تارة، وبالتقديم والتأخير تارة أخرى، وبإبدال لفظ بلفظ تارة ثالثة، ولا خلاف في أنها جميعها في قصة واحدة، واختلاف الروايات في الواقعة الواحدة كثير في الأحاديث الصحيحة، ويحمل الاختلاف بالزيادة والنقصان على أن بعض الرواة حفظ ما لم يحفظ الآخر، وكل أدى ما حفظ. وزيادة الثقة مقبولة على أصح الأقوال عند علماء الحديث. ويحمل الاختلاف بالتقديم والتأخير أو بإبدال لفظ بلفظ على الرواية بالمعنى، وقد قال الإمام النووي في شرح مقدمة مسلم: إن جمهور السلف والخلف من أصحاب الحديث والفقه والأصول يجوز رواية الحديث بالمعنى إذا جزم الراوي بأنه أدى المعنى، قال النووي، وهذا هو الصواب الذي تقتضيه أحوال الصحابة فمن بعدهم رضي الله عنهم في روايتهم القضية الواحدة بألفاظ مختلفة ا. هـ.
ويمكن حصر الموضوع من رواياته المذكورة في النقاط التالية: