(أتجعل نهبي ونهب العبيد) "العبيد اسم فرسه، أي أتجعل غنيمتي وغنيمة فرسي .... ".
(فما كان بدر ولا حابس يفوقان مرداس في المجمع) يقصد من "بدر" عيينة بن حصن، نسبة إلى "بدر" جد أبيه، كما جاء في الرواية السادسة عشرة، ويقصد من "حابس" الأقرع بن حابس الحنظلي. قال النووي: هكذا هو في جميع الروايات "مرداس" غير مصروف، وهو حجة لمن جوز ترك الصرف بعلة واحدة، وأجاب الجمهور بأنه في ضرورة الشعر.
(عن عبد الله) أي ابن مسعود.
(فتغير وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كان كالصرف) بكسر الصاد، وهو صبغ أحمر يصبغ به الجلود. قال ابن دريد: وقد سمي الدم أيضاً صرفاً. وفي الرواية الرابعة عشرة "فغضب من ذلك غضباً شديداً، واحمر وجهه حتى تمنيت أني لم أذكره له".
(فمن يعدل إذا لم يعدل الله ورسوله) ذكر لفظ الجلالة هنا للإشارة إلى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مبلغ عن الله، والأصل إذا لم يعدل رسول الله والاستفهام إنكاري بمعنى النفي، والمعنى لا أحد يعدل إذا لم يعدل رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(يرحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر) قال ذلك عملاً بقوله تعالى: {أولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده} [الأنعام: ٩٠] فالمراد سأصبر على الأذى، كما صبر أولوا العزم من الرسل.
(قال: قلت: لا جرم. لا أرفع إليه بعدها حديثاً) أي حقاً والتزاماً أن لا أرفع إليه حديثاً أسمعه بعد هذه الحادثة، لئلا أغضبه، كما أغضبته، وفي الرواية التالية "حتى تمنيت أني لم أذكره له".
(فقال: يا محمد. اعدل) وفي رواية "اتق الله يا محمد". وفي رواية "يا محمد. والله لئن كان الله أمرك أن تعدل ما أراك تعدل". وفي رواية "ما أراك عدلت في القسمة".
(ويلك) أي هلاكاً لك بسبب قولتك، وفي رواية "ويحك".
(لقد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل) قال النووي: روي بفتح التاء في "خبت وخسرت" وبضمها فيهما، ومعنى الضم ظاهر، وتقدير الفتح: خبت أنت أيها التابع إذا كنت لا أعدل، لكونك تابعاً ومقتدياً بمن لا يعدل.
(إن هذا وأصحابه يقرءون القرآن لا يجاوز حناجرهم) الحناجر جمع حنجرة، وهي الحلقوم والبلعوم، وكله يطلق على مجرى النفس، وهو طرف المرئ مما يلي الفم، وفي الرواية السابعة عشرة "قوم يتلون كتاب الله رطباً؛ لا يجاوز حناجرهم". وفي الرواية الثامنة عشرة "فيقرءون القرآن لا يجاوز حلوقهم أو حناجرهم". وفي الرواية التاسعة عشرة