في فضل شهر رمضان وردت أحاديث كثيرة، ولئن كان بعضها ضعيف الإسناد فإنها في مجموعها تتعاضد وترتقي إلى الحسن، وهي في مجموعها ترسم صورة مشرقة نورانية لشهر رمضان، تتفق هذه الصورة وصورة التكريم له في القرآن الكريم والأحاديث النبوية الصحيحة.
من هذه الأحاديث ما رواه الطبراني بلفظ: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوماً -وحضر رمضان- "أتاكم رمضان، شهر بركة، يغيثكم الله فيه، فينزل الرحمة، ويحط الخطايا، ويستجيب فيه الدعاء، ينظر الله إلى تنافسكم ويباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيراً، فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله عز وجل".
وما رواه الطبراني أيضاً بلفظ:"ذاكر الله في رمضان مغفور له، وسائل الله فيه لا يخيب".
وما رواه أبو يعلى عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم -وقد أهل رمضان:"لو يعلم العباد ما في رمضان لتمنت أمتي أن تكون السنة كلها رمضان".
وما رواه ابن عساكر عن أبي هريرة يرفعه قال:"ويغفر فيه إلا لمن نأى. قالوا: ومن نأى يا أبا هريرة؟ قال: الذي يأبى أن يستغفر الله عز وجل".
وما رواه النسائي بلفظ:"تفتح فيه أبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب النار، وتغل فيه الشياطين، وينادي مناد كل ليلة، يا باغي الخير هلم، ويا باغي الشر أقصر".
وما رواه الحارث بن أبي أسامة في "مسنده" عن سلمان الفارسي قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر يوم من شعبان فقال: "أيها الناس. قد أظلكم شهر عظيم، شهر مبارك، فيه ليلة خير من ألف شهر، فرض الله صيامه، وجعل قيام ليله تطوعاً، فمن تطوع فيه بخصلة من الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فريضة فيه كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه، وهو شهر الصبر والصبر ثوابه الجنة، وهو شهر المواساة، وهو شهر يزاد فيه رزق المؤمن، من فطر صائماً كان له عتق رقبة". قيل: يا رسول الله، ليس كلنا يجد ما يفطر به الصائم؟ قال:"يعطي الله هذا الثواب لمن فطر صائماً على مذقة لبن أو تمرة أو شربة ماء، ومن فطر صائماً كان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجر الصائم شيء، وهو شهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار".
وقد أفاض العلماء في جواز أو كراهة قول:"رمضان" بانفراد من غير لفظ: "شهر" لدرجة جعلت البخاري يخصص لذلك باباً فيقول: هل يقال: رمضان؟ أو شهر رمضان؟ ومن رأى كله واسعاً. ثم أتبع ذلك بقوله: وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضان". وقال:"لا تقدموا رمضان". ثم أتبع ذلك بحديث الباب:"إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة".
وعنون النسائي لذلك أيضاً، فقال: باب الرخصة في أن يقال لشهر رمضان رمضان. ثم أورد