ظعينة وهي النساء، وسميت النساء بذلك لأنهن يظعن ويقمن في بيوتهن في غياب أزواجهن، كما قيل: قعيدة البيت، و {والقواعد من النساء} [النور: ٦٠]. أي كبيرات السن.
(بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم في الثقل) بفتح الثاء والقاف، وهو المتاع ونحوه.
(أو قال في الضعفة) بفتح العين، جمع ضعيف، وقال ابن حزم: الضعفة النساء والصبيان فقط، قال العيني، ويدخل فيه المشايخ العاجزون وأصحاب الأمراض، لأن العلة خوف الزحام عليهم.
(أنا ممن قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم في ضعفة أهله) أي ممن أذن لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم الدفع من المزدلفة ليلاً باعتباره صبياً.
(فيقفون عند المشعر الحرام) قيل اسم لقزح جبل بالمزدلفة، وقيل: جميع المزدلفة.
(أرخص، في أولئك رسول الله صلى الله عليه وسلم) في بعض الروايات "رخص" من الرخصة، والتي هي ضد العزيمة، وهو أظهر وأصح هنا من "أرخص" التي من الرخص ضد الغلاء. والمشار إليهم في أولئك الضعفة المذكورون.
-[فقه الحديث]-
هذه المجموعة من الأحاديث تتناول ست مسائل رئيسة:
الأولى: الإفاضة من عرفات إلى المزدلفة.
الثانية: جمع المغرب والعشاء بالمزدلفة.
الثالثة: المبيت بالمزدلفة، والتغليس بصلاة الصبح فيها.
الرابعة: الترخيص للضعفة بالدفع بليل من المزدلفة إلى منى.
الخامسة: التلبية والتكبير في الذهاب من منى إلى عرفات، وإدامة التلبية حتى يوم النحر، وحتى رمي جمرة العقبة.
السادسة: ما يؤخذ من الأحاديث من أحكام غير ما تقدم.
وهذا هو التفصيل:
١ - الإفاضة من عرفات إلى المزدلفة: تبين الرواية السادسة عشرة كيف كان يسير صلى الله عليه وسلم حين أفاض من عرفة، وأنه كان يسير سيراً هادئاً على هيئة المشي العادي، دون إسراع، لعدم المزاحمة، ولعدم مضايقة المشاة والراكبين، فإذا وجد أمامه فسحة وفراغاً أسرع بالسير لينجز الشعائر، وليفسح الطريق لمن خلفه، وبخاصة إذا كان إماماً يتبعه الناس.
وتوضح الرواية الثانية الأمر حين تقول: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول للناس في دفعهم من عرفة: