وفي الرواية الثانية "فاستبطن الوادي، أي دخل في بطنه"، وفي الرواية الثالثة "وجعل البيت عن يساره، ومنى عن يمينه" وفي رواية للترمذي "واستقبل القبلة" قال الحافظ ابن حجر: وهذا شاذ، في إسناده المسعودي، وقد اختلط.
(إن أناساً يرمونها من فوقها) في الرواية الثانية "إن الناس" وفي الرواية الرابعة "إن ناساً" والمراد من قوله: "من فوقها" أي من أعلى، أي من فوق العقبة، فيكون الرامي أعلى من الجمرة.
(والذي لا إله غيره) حلف ابن مسعود هنا لتأكيد الخبر لمن في حكم المنكرين لفعلهم خلاف ما فعله الشارع.
(مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة) أي هذا المكان الذي وقفت فيه هو المكان الذي قام ووقف فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذكر ابن مسعود سورة البقرة دون غيرها من السور، وإن كان أنزل عليه كل السور لأنها المشتملة على معظم مناسك الحج، فكأنه قال: من هنا رمى من أنزل عليه أمور المناسك وأخذ عنه الشرع، فهو أولى وأحق بالاتباع.
(سمعت الحجاج بن يوسف) الثقفي، الأمير المشهور. قال الحافظ ابن حجر: ولم يقصد الأعمش أن يروي عن الحجاج، فلم يكن بأهل لذلك، وإنما أراد أن يحكي القصة ويوضح خطأ الحجاج فيها بما ثبت عمن يرجع إليه في ذلك، بخلاف الحجاج.
(ألفوا القرآن كما ألفه جبريل) أي كونوا كلماته، وركبوا جمله وآياته، بنفس التكوين والتركيب الذي ركبه جبريل عليه السلام وليس فيه "سورة البقرة" و"سورة النساء" فينبغي أن يقال: السورة التي يذكر فيها كذا، ولا تقولوا: سورة البقرة.
(السورة التي يذكر فيها البقرة) ذكره النساء قبل آل عمران يفيد أنه لا يقصد ترتيب السور، وإنما يقصد ترتيب الآيات، فإن المصحف الذي يتبعه مصحف عثمان رضي الله عنه ولو قصد ترتيب السور لذكر آل عمران قبل النساء.
(يرمي على راحلته يوم النحر) وفي الرواية السادسة "فرأيته حين رمى جمرة العقبة، وانصرف، وهو على راحلته" وفي الرواية السابعة "وأحدهما آخذ بخطام ناقة النبي صلى الله عليه وسلم" وفي الرواية الواحدة والعشرين "وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع بمنى الناس يسألونه" وفي الرواية الثانية والعشرين "وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته، فطفق ناس يسألونه" وفي الرواية الثالثة والعشرين "بينا هو يخطب يوم النحر" وفي ملحق الرابعة والعشرين "على ناقة بمنى" وفي الخامسة والعشرين "وهو واقف عند الجمرة".
ومن الواضح أنه صلى الله عليه وسلم رمى جمرة العقبة راكباً راحلته التي هي ناقته جالساً عليها، ولكن المشكلة في اختلاف الروايات في موقفه صلى الله عليه وسلم، وسؤال الناس له، وهل كان على