(نقض الكعبة) قال أهل اللغة نقض الشيء نقضاً أفسده بعد إحكامه، ونقض البناء هدمه.
(لولا حداثة عهد قومك بالكفر) حداثة بفتح الحاء، أي قرب عهدهم بالكفر وفي الرواية الثانية والسابعة "لولا حدثان قومك بالكفر""حدثان" بكسر الحاء وإسكان الدال، أي قرب عهدهم بالكفر، وفي الرواية الثالثة "لولا أن قومك حديثو عهد بجاهلية" وفي الرواية الرابعة "لولا أن قومك حديثو عهد بشرك" وفي الرواية الخامسة "لولا أن الناس حديث عهدهم بكفر" وفي الرواية السادسة "لولا حداثة عهدهم بالشرك" وفي الرواية الثامنة "لولا أن قومك حديث عهدهم في الجاهلية" قال النووي هكذا هو في جميع النسخ "في الجاهلية" وهو بمعنى بالجاهلية كما في سائر الروايات. اهـ والمعنى لولا خوف فتنة بعض من أسلم قريباً لهدمت الكعبة، وذلك لما كانوا يعتقدونه من فضل الكعبة وقدسيتها، فيرون هدمها وتغييرها حدثاً عظيماً، والإقدام على ذلك خطيراً، ففي الرواية الثامنة "فأخاف أن تنكر قلوبهم".
(لنقضت الكعبة) أي لهدمتها، وفي الرواية الرابعة "لهدمت الكعبة، فألزقتها بالأرض" أي سويت جدرانها بالأرض، أي هدماً كاملاً، وفي الرواية السابعة "لنقضت البيت" أي الكعبة.
(ولجعلتها على أساس إبراهيم) عليه السلام، أي على قواعد إبراهيم كما جاء في الرواية الثانية، أي ولبنيت جدرانها على أساس جدران إبراهيم.
(فإن قريشاً حين بنت البيت استقصرت) أي قصرت وكفت عن إتمامه وعجزت عن بنائه بحجمه، أو استقصرت الكعبة، فأخذت من طولها، ولم تمد ضلعها كما كان يجب، وفي الرواية الثانية "اقتصروا عن قواعد إبراهيم" أي نقصوا عنها ولم يبلغوها وفي الرواية الرابعة "فإن قريشاً اقتصرتها" أي اقتصرت الأذرع الست، أي تركتها ونقصتها وفي الرواية السادسة "إن قومك استقصروا من بنيان البيت" أي نقصوه وفي الرواية السابعة "فإن قومك قصروا في البناء" أي حذفوا منه ولم يكملوه، وفي الرواية الثامنة "إن قومك قصرت بهم النفقة" بتشديد الصاء المفتوحة، أي ضعفت بهم النفقة فجعلتهم يقتصرون في بنائها، وكان بناء قريش للبيت في الجاهلية، قبل البعثة، واشترك في بنائها محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام، وسنه خمسة وعشرون عاماً، وقيل خمسة وثلاثون عاماً.
(ولجعلت لها خلفاً) قال النووي هو بفتح الخاء وإسكان اللام وبالفاء، هذا هو الصحيح المشهور، والمراد به باب من خلفها، ولقد جاء مفسراً في الرواية الرابعة "وجعلت لها بابين، باباً شرقياً وباباً غربياً" وفي الرواية السادسة "ولجعلت لها بابين موضوعين في الأرض" أي في مستوى الأرض غير مرتفعين عنها شرقياً وغربياً" وفي صحيح البخاري قال هشام "خلفاً" يعني باباً، وفي