للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(فلما صدر الناس قال يا أيها الناس) أي فلما رجع الحجاج إلى بلادهم قال للكبراء أهل مكة أيها الناس.

(فإني قد فرق لي فيها رأي) قال النووي: "فرق" بضم الفاء وكسر الراء، أي كشف وبين. قال الله تعالى {وقرآناً فرقناه} [الإسراء: ١٠٦]. أي فصلناه وبيناه، هذا هو الصواب في ضبط هذه اللفظة ومعناها.

(ما رضي حتى يجده) قال النووي هكذا هو في أكثر النسخ يجده بضم الياء وكسر الجيم وبدال واحدة مشددة، وفي كثير منها يجدده بدالين، وهما بمعنى.

(إني مستخير ربي ثلاثاً) أي ثلاث ليال.

(فتحاماه الناس أن ينزل بأول الناس يصعد فيه أمر من السماء) الفاء في "فتحاماه الناس" عاطفة على محذوف، أي فطلب من بعض الناس أن يصعد الكعبة يهدم، فتجنبه الناس، أي تجنبوا ابن الزبير وانصرفوا عنه، ولم يؤيدوه، أو فتجنبوا هذا الأمر، وهو الصعود للهدم، و"أن ينزل" مفعول لأجله، أي مخافة أن ينزل أمر وسخط وعذاب من السماء بأول من يصعد ليهدم.

(تتابعوا فنقضوه) أي تبع بعضهم بعضاً. قال النووي هكذا ضبطناه تتابعوا بباء موحدة قبل العين، وهكذا هو في جميع نسخ بلادنا، وكذا ذكره القاضي عن رواية الأكثرين، وعن أبي بحر تتايعوا بالياء المثناة بدل الباء الموحدة، وهو بمعناه، إلا أن أكثر ما يستعمل بالمثناة في الشر خاصة، وليس هذا موضعه. اهـ في كتب اللغة تتايع فلان في الشر وعلى الشر تهافت عليه وأسرع.

(فجعل ابن الزبير أعمدة فستر عليها الستور حتى ارتفع بناؤه) الظاهر أن الهدف من هذه الأعمدة والستور أن يستقبلها المصلون في تلك الأيام، فقد روي أن ابن عباس قد قال له إن كنت هادمها فلا تدع الناس بلا قبلة.

(حتى أبدى أسا نظر الناس إليه) أي حفر الأرض وعمقها على بعد خمسة أذرع من بناء الكعبة الحالي، حتى أظهر أساساً لبناء قديم أشهد الناس عليه، ورآه العدول من أهل مكة.

(إنا لسنا من تلطيخ ابن الزبير في شيء) يقال لطخته أي رميته بأمر قبيح. والمراد لا علاقة لنا بقبح فعل ابن الزبير، يريد بذلك سبه وتقبيح فعله.

(أما ما زاد في طوله فأقره) أي ما زاد في ارتفاعه فأقره ولا تغيره.

(وسد الباب الذي فتحه) أي وارفع عتبة الباب التي سواها بالأرض.

(وفد الحارث بن عبد الله) قال النووي هكذا هو في جميع النسخ "الحارث بن عبد الله" ونقل القاضي عياض أن عبد الغفار بن الفارسي رواه الحارث بن عبد الأعلى. قال القاضي عياض: وهو

<<  <  ج: ص:  >  >>