خطأ. قال النووي وهذا الذي نقله القاضي عن الفارسي غير مقبول، ولعله وقع للقاضي نسخة عن الفارسي فيها هذه اللفظة مصحفة على الفارسي، لا من الفارسي. والحارث هذا هو ابن عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة، وهو تابعي.
(ما أظن أبا خبيب) بضم الخاء المعجمة.
(فإن بدا لقومك) يقال: بدا -بغير همزة- بدا له في الأمر بداء بالمد، أي حدث له فيه رأي لم يكن.
(فهلمي لأريك)"هلم" اسم فعل أمر بمعنى تعال وأقبل، وفيه لغتان. لغة تبقيه بحالة واحدة في الواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث، وعليها الآية الكريمة {والقائلين لإخوانهم هلم إلينا}[الأحزاب: الآية ١٨]. وهي لغة أهل الحجاز. ولغة تلحق الضمائر به، وهي لغة أهل نجد يقولون للمرأة هلمي كما هنا، وللاثنين هلما، وللجمع هلموا، وللنساء هلممن. قال الخليلي وأصل هلم لم بتشديد الميم، من قولهم لم الله شعثه، أي جمعه، كأنه أراد لم نفسك إلينا، أي أقرب. دخلت عليها "ها" للتنبيه، وحذفت ألفها لكثرة الاستعمال.
(حتى إذا كاد أن يدخل) قال النووي هكذا هو في النسخ كلها "كاد أن يدخل" ففيه حجة لجواز دخول "أن" بعد "كاد" وقد كثر ذلك، وهي لغة فصيحة، ولكن الأشهر عدمه.
(فنكت ساعة بعصاه) أي بحث بطرف عصاه في الأرض بعض الوقت. وهذه عادة من يفكر في أمر مهم.
(عن الجدر) بفتح الجيم وإسكان الدال، وهو الحجر. وأصل الجدر الجدار، وهو الحائط، وأطلق الجدر على حجر إسماعيل لأنه محاط بحائط قصير.
-[فقه الحديث]-
ليس المراد من نقض الكعبة وبنائها وقوع ذلك أو عدم وقوعه، وكم مرة وقع؟ وفي عهد من وقع؟ فذلك هدف التاريخ، وإنما المراد حكم هدمها وتجديد بنائها.
وظاهر من كلام ابن عباس في الرواية الخامسة أنه لا يحبذ الهدم والبناء، ويفضل الترميم لما يتهدم والحفاظ على الآثار، وللشافعي الرأي نفسه، لكن دافعه كان قدسية الكعبة وعدم تعريضها للتلاعب، فهو يقول أحب أن تترك الكعبة على حالها، فلا تهدم، لأن هدمها يذهب حرمتها، ويصير كالتلاعب بها، فلذلك استحببنا تركها على ما هي عليه.
وللإمام مالك بن أنس الرأي نفسه مع هارون الرشيد حين أراد أن يهدمها ويردها إلى بناء ابن الزبير، فقال له ناشدتك الله يا أمير المؤمنين ألا تجعل هذا البيت لعبة للملوك، لا يشاء أحد إلا نقضه