قال ابن رشد: واتفقوا على أنه لا بد من ظهور هذه الخمسة، واختلفوا في خمسة أخرى: هي خسف بالمشرق وخسف بالمغرب وخسف بجزيرة العرب والدخان ونار تخرج تروح معهم حيث راحوا وتقيل معهم حيث قالوا.
٦ - [ويؤخذ من الحديث غير ما تقدم]-
١ - أدب الجماعة في مشيهم مع فاضلهم، وهو أنهم يحفون به، فلا يمشون أمامه لئلا يتقدموا عليه، ولا يمشون من جهة واحدة، لئلا يفوت المتطرف منهم سماع صوت الفاضل، ولا يمشون خلفه، لكراهة السلف المشي خلف الرجل لما فيه من الشهرة.
٢ - حسن الاعتذار عما يوهم التقصير، فإن "يحيى" خشي أن ينسب إليه عدم المبالاة بصاحبه واغتصاب القول منه، فاعتذر بأنه ظن أن صاحبه يفوض له السؤال، لأنه أسن من صاحبه وأكثر إقداما وجرأة وأبسط لسانا.
٣ - القصد في القول وعدم الإطراء في المواجهة، فإنهما ناديا العالم الفقيه التقي الورع ابن عمر بقولهما: أبا عبد الرحمن.
٤ - ما كان عليه السلف من حرصهم على إنكار البدع، وفزعهم إلى أهل العلم والقدوة الحسنة إذا طرأ على الدين طارئ.
٥ - مذاكرة العلم في الطريق، وكرهه بعضهم والصحيح الجواز.
٦ - يؤخذ من رواية أبي هريرة استحباب بروز العالم وظهوره.
٧ - استحباب التجمل لحضور مجالس العلم أخذا من هيئة جبريل عليه السلام.
٨ - أدب السائل والمتعلم في جلسته مع المسئول والمعلم.
٩ - أنه ينبغي للعالم أن يرفق بالسائل ويدنيه منه، ليتمكن من سؤاله غير هائب ولا منقبض.
١٠ - أنه ينبغي لمن حضر مجلس العالم إذا علم أن بأهل المجلس حاجة إلى مسألة لا يسألون عنها أن يسأل هو عنها، ليحصل الجواب للجميع.
١١ - جواز سؤال العالم ما لا يجهله السائل ليعلمه السامع.
١٢ - في الحديث حجة للجمهور أنه لا كراهة في قول رمضان بدون كلمة شهر خلافا لمن كره ذلك بحجة أن رمضان من أسماء الله، وبحجة حديث "لا تقولوا رمضان فإن الله هو رمضان" قال الجمهور: الحديث المذكور غير صحيح، ولم يصح كون رمضان من أسماء الله تعالى.
١٣ - استدل بقوله "كأنك تراه" إلخ. على أن رؤية الله في الدنيا بالأبصار غير واقعة، وقد صرح بذلك مسلم في رواية له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "واعلموا أنكم لن تروا ربكم حتى تموتوا".
١٤ - أنه ينبغي للعالم والمفتي إذا سئل عما لا يعلم أن يقول لا أعلم وأن ذلك لا ينقصه، بل يستدل به على ورعه وتقواه.