١ - أنه يستحب للإنسان، إذا قال: سأفعل كذا، أن يقول: إن شاء الله تعالى.
٢ - وأنه إذا حلف، وقال متصلاً بيمينه: إن شاء الله، لم يحنث بفعله المحلوف عليه.
٣ - وخصوصية سليمان في عدد نسائه.
٤ - وفيه ما اختص به الأنبياء من القوة والإطاقة على جماع هذا العدد من النساء في ليلة واحدة. قاله النووي.
٥ - ومن قوله "لو كان استثنى لولدت .... " جواز قول "لو" و"لولا" قال النووي: قال القاضي عياض: هذا يستدل به على جواز قول "لو" و"لولا" وقد جاء في القرآن كثيرًا، وفي كلام الصحابة والسلف، وترجم البخاري على هذا: باب ما يجوز من اللو، وأدخل فيه قول لوط {لو أن لي بكم قوة}[هود: ٨٠] وقول النبي صلى الله عليه وسلم "لو كنت راجمًا بغير بينة لرجمت هذه" و"لو مد لي الشهر لواصلت" و"لولا حدثان قومك بالكفر لأتممت البيت على قواعد إبراهيم" و"لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار" وأمثال هذا.
قال: والذي يتفهم من ترجمة البخاري، وما ذكره في الباب من القرآن والآثار، أنه يجوز استعمال "لو" و"لولا" فيما يكون للاستقبال وهو ما يمتنع فعله لوجود غيره، في "لولا" وما يمتنع فعله لامتناع غيره في "لو" لأنه لم يدخل في الباب سوى ما هو للاستقبال، أو ما هو حق صحيح متيقن، كحديث "لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار" دون الماضي والمنقضي، أو ما فيه اعتراض على الغيب والقدر السابق، وقد ثبت في الحديث الآخر، في صحيح مسلم "وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا لكان كذا، ولكن قل: قدر الله، وما شاء فعل" قال القاضي، قال بعض العلماء: هذا إذا قاله على جهة الحتم والقطع بالغيب، أنه لو كان كذا لكان كذا، من غير ذكر مشيئة الله تعالى، والنظر إلى سابق قدره، فأما من قاله على التسليم، ورد الأمر إلى مشيئته، فلا كراهة فيه، والذي عندي أن "لو" و"لولا" سواء إذا استعملتا فيما لم يحط به الإنسان علمًا، ولا هو داخل تحت مقدور قائلهما، مما هو تحكم على الغيب، واعتراض على القدر، مثل قول المنافقين {لو أطاعونا ما قتلوا}[آل عمران: ١٦٨] و {لو كانوا عندنا ما ماتوا وما قتلوا}[آل عمران: ١٥٦] و {لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا ها هنا}[آل عمران: ١٥٤] فمثل هذا هو المنهي عنه، وأما هذا الحديث الذي نحن فيه، فإنما أخبر صلى الله عليه وسلم فيه عن يقين نفسه، أن سليمان لو قال: إن شاء الله، لجاهدوا، إذ ليس هذا مما يدرك بالظن والاجتهاد، وإنما أخبر عن حقيقة، أعلمه الله تعالى بها، فلا معارضة بين هذا، وبين حديث النهي عن "لو" وقال تعالى {لولا كتاب من الله سبق لمسكم}[الأنفال: ٦٨]{ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا .... }
[الزخرف: ٣٣] لأن الله تعالى مخبر في كل ذلك عما مضى، أو يأتي عن علم، خبرًا قطعيًا، وكل ما يكون