(ثم أمر بلالا فنادى في الناس. إنه لا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة، وأن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر) يجوز في "أنه" و"أن" كسر الهمزة وفتحها. قال النووي: وقد قرئ في السبع {فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب أن الله يبشرك}[آل عمران: ٣٩] بفتح الهمزة وكسرها و"أل" في "الرجل الفاجر" يحتمل أن تكون للعهد. والمراد به "قزمان" المذكور، ويحتمل أن تكون للجنس. وفي رواية عند مسلم "قم يا ابن الخطاب" وفي رواية عند البيهقي أن المنادى بذلك عبد الرحمن بن عوف، ويجمع بينها بأنهم نادوا جميعا في جهات مختلفة.
(فلما مال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عسكره) أي رجع بعد فراغ القتال في ذلك اليوم.
(لا يدع لهم شاذة إلا اتبعها) الشاذة والشاذ: الخارجة والخارج عن الجماعة المنفرد عنهم، وهي صفة لموصوف محذوف، أي لا يدع نفسا شاذة منفردة إلا اتبعها. والضمير في "لهم" للكفار، وفي رواية البخاري "لا يدع من المشركين شاذة ولا فاذة إلا اتبعها" و"الفاذة" بمعنى الشاذة، وقيل: هما بمعنى ما كبر وما صغر، والمراد: المبالغة في أنه لا يلقى أحدا من المشركين إلا قتله.
(يضربها بسيفه) جملة حالية، أي لا يترك منفردا عن الجماعة إلا اتبعه ضاربا إياه بسيفه.
(فقالوا) وفي رواية "فقيل" وفي أخرى "فقال" أي قال قائل لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
(ما أجزأ منا اليوم أحد ما أجزأ فلان)"أجزأ" بالهمزة، والمعنى ما أغنى أحد غناءه، وما كفى كفايته.
(أما إنه من أهل النار)"أما" بتخفيف الميم أداة استفتاح لتأكيد الخبر.
(فقال رجل من القوم) قال الحافظ ابن حجر: هو أكثم بن أبي الجون.
(أنا صاحبه أبدا) كذا في الأصول، ومعناه أنا أصحبه في خفية وألازمه، وفي رواية "لأتبعنه" أي لأنظر السبب الذي به يصير من أهل النار.
(فوضع نصل سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه) ذباب السيف طرفه الأسفل حين يتدلى، وأما طرفه الأعلى فمقبضه، ونصله حديدته، والمراد من النصل طرف المقبض، وفي رواية البخاري "فوضع نصاب سيفه بالأرض" ونصاب السيف مقبضه، فكأنه وضع حديدة المقبض على الأرض، وطرف السيف المدبب في تجويف صدره بين ثدييه، و"ثدييه" مثنى "ثدي" وهو يذكر على اللغة الفصيحة، وحكى ابن فارس والجوهري فيه التذكير والتأنيث، قيل: يطلق للرجل والمرأة، وقيل: يطلق للمرأة، ويقال لذلك الموضع من الرجل "ثندوة" فعلى هذا يكون قد استعار الثدي للرجل في الحديث.