للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ابن عم النبي صلى الله عليه وسلم وكان إسلامه قبل فتح مكة لقي النبي صلى الله عليه وسلم وهو في طريقه إلى فتح مكة فأسلم وحسن إسلامه وخرج إلى غزوة حنين فكان فيمن ثبت.

(ورسول الله صلى الله عليه وسلم على بغلة له بيضاء) في الرواية الخامسة يصف سلمة بن الأكوع بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشهباء أي التي يخالط بياضها سواد قال النووي: قال العلماء: لا يعرف له صلى الله عليه وسلم بغلة سواها وهي التي يقال لها دلدل. قال الحافظ ابن حجر: وفيه نظر لأن دلدل أهداها له المقوقس قال القطب الحلبي: يحتمل أن يكون يومئذ ركب كلا من البغلتين إن ثبت أنها كانت صحبته. اهـ. وهذا الذي قاله القطب بعيد جدا وما قاله النووي لا غرابة فيه والأشهب إذا كثر بياضه قيل عنه أبيض فلا تعارض والذي أوقع في هذا اللبس أن بغلته صلى الله عليه وسلم اشتهرت باسم الشهباء.

(أهداها له فروة بن نفاثة الجذامي) "نفاثة" بنون مضمومة ثم فاء ثم ألف ثم ثاء مثلثة قال القاضي: واختلفوا في إسلامه فقال الطبري: أسلم وعمر عمرا طويلا وقال غيره: لم يسلم قال النووي: وفي صحيح البخاري أن الذي أهداها له ملك أيلة واسم ملك أيلة فيما ذكره ابن إسحق: يحنة بن رونة وفي ملحق الرواية الأولى "فروة بن نعامة" بالنون والعين والألف والميم والأول هو الصحيح المعروف.

(فلما التقى المسلمون والكفار ولى المسلمون مدبرين) ظاهره أن المسلمين ولوا الأدبار بمجرد اللقاء وليس كذلك فقد وضحت الرواية الرابعة أن المسلمين حملوا على الكفار حتى انكشف الكفار فأكب المسلمون على الغنائم فاستقبلوا بسهام لا قبل لهم بها فولوا.

(فطفق رسول الله صلى الله عليه وسلم يركض بغلته قبل الكفار) "قبل" بكسر القاف وفتح الباء أي جهة الكفار والركض العدو مسرعا.

(وأنا آخذ بلجام بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم أكفها إرادة أن لا تسرع) أي أمنعها من العدو نحو الكفار خوفا على رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(وأبو سفيان آخذ بركاب رسول الله صلى الله عليه وسلم) الركاب لسرج الدابة ما توضع فيه رجل الراكب وهما ركابان والمراد أخذه وإمساكه بأحدهما حماية وتكريما لرسول الله صلى الله عليه وسلم وفي الرواية الثانية "وأبو سفيان يقود به" مع أن القيادة لممسك اللجام وفي الثالثة "يقود به بغلته" وفي الرواية الرابعة "وإن أبا سفيان بن الحارث أخذ بلجامها" وعند البخاري "وإن أبا سفيان آخذ بزمامها" وهو الحبل الذي يربط في رأس الدابة وفيه "وأبو سفيان بن الحارث آخذ برأس بغلته البيضاء" قال الحافظ ابن حجر: ويمكن الجمع بأن أبا سفيان كان آخذا أولا بزمامها فلما ركضها النبي صلى الله عليه وسلم إلى جهة المشركين خشي العباس فأخذ بلجام البغلة يكفها وأخذ أبو سفيان بالركاب وترك اللجام إجلالا له لأنه عمه اهـ. وظاهر هذا الجمع أن العباس في البداية كان آخذا بالركاب أو لم يكن آخذا

<<  <  ج: ص:  >  >>