بشيء مما لا يتفق وعبارة الرواية الأولى ففيها أن الركض بدأ والعباس ممسك باللجام وأبو سفيان ممسك بالركاب فالأولى أن يقال: إن أبا سفيان لما خشي تغلب البغلة على عمه ساعده في كفها فشاركه في الإمساك بالزمام وترك الركاب والرواية الثانية والثالثة والرابعة تصرح بأن النبي صلى الله عليه وسلم نزل عن البغلة وأبو سفيان ممسك بالزمام فإمساكه باللجام كان آخرا وليس أولا.
(أي عباس)"أي" حرف نداء أي يا عباس.
(ناد أصحاب السمرة) بفتح السين وضم الميم في كتب اللغة: السمر بفتح السين وضم الميم ضرب من شجر الطلح والطلح شجر عظام من شجر العضاه ترعاه الإبل ويطلق على الموز والمراد هنا الأول واحدته سمرة والمقصود الشجرة التي بايعوا تحتها بيعة الرضوان والمعنى: ناد أهل بيعة الرضوان يوم الحديبية.
(وكان رجلا صيتا) الصيت: بفتح الصاد وتشديد الياء المكسورة شديد الصوت قوية وعالية. والجملة لا محل لها من الإعراب معترضة.
(فوالله لكأن عطفتهم حين سمعوا صوتي عطفة البقر على أولادها) يقال: عطف يعطف بفتح الطاء في الماضي وكسرها في المضارع إذا مال وتحول وحمل وكر والعطفة الكرة ووجه الشبه هنا سرعة الميل والعودة والكر.
(يا لبيك يا لبيك) أي إجابة لك بعد إجابة والنداء هنا معناه يا إجابة هذا وقتك فاحضري وأعلني عن نفسك.
(فاقتتلوا والكفار) قال النووي: هكذا هو في النسخ وهو بنصب الكفار أي مع الكفار مفعول معه.
(والدعوة في الأنصار يقولون: يا معشر الأنصار يا معشر الأنصار) يقال: دعا فلانا أي صاح به وناداه.
والمعنى: ودعا الأنصار بعضهم بعضا واستغاث بعضهم ببعض وصرخ بعضهم في بعض بالكر والقتال.
(ثم قصرت الدعوة على بني الحارث بن الخزرج فقالوا: يا بني الحارث بن الخزرج يا بني الحارث بن الخزرج) يقال: قصر الشيء على الشيء أي رده إليه لم يجاوز به إلى غيره والمعنى أن الاستغاثة والمناداة انتقلت إلى الخزرج خاصة بعد أن توجهت للأنصار عامة. أي ثم توجهت إلى الفرق بعضها إلى بعض حتى نادى الأفراد بعضهم بعضا.
(فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم -وهو على بغلته كالمتطاول عليها- إلى قتالهم) يقال: تطاول أي تمدد قائما لينظر إلى بعيد وجملة "وهو على بغلته" حال وشبه جملة