واشتعالها كاحمرار الحجر والبأس الشدة في الحرب أو الحرب أو العذاب الشديد والبأساء المشقة والحرب الداهية.
أنا النبي لا كذب
أنا ابن عبد المطلب
قال النووي: قال القاضي عياض: قال المازري: أنكر بعض الناس كون الرجز شعرا لوقوعه من النبي صلى الله عليه وسلم مع قوله تعالى {وما علمناه الشعر وما ينبغي له}[يس: ٦٩] وهذا مذهب الأخفش واحتج به على فساد مذهب الخليل في أنه شعر وأجابوا عن هذا بأن الشعر هو ما قصد إليه واعتمد الإنسان أن يوقعه موزونا مقفى يقصده إلى القافية ويقع في ألفاظ العامة كثير من الألفاظ الموزونة ولا يقول أحد: إنها شعر ولا صاحبها شاعر وهكذا الجواب عما في القرآن من الموزون كقوله تعالى {لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون}[آل عمران: ٩٢] وقوله تعالى {نصر من الله وفتح قريب}[الصف: ١٣] ولا شك أن هذا لا يسميه أحد من العرب شعرا لأنه لم يقصد تقفيته وجعله شعرا قال: وقد غفل بعض الناس عن هذا القول فأوقعه ذلك في أن قال: الرواية "لا كذب" بفتح الباء حرصا منه على أن يفسد الروي فيستغنى عن الاعتذار مع أن الرواية بالإسكان قال النووي: لكن قال الإمام أبو القاسم على ابن جعفر بن علي السعدي الصقلي المعروف بابن القطاع في كتابه الشافي في علم القوافي: قد رأى قوم منهم الأخفش وهو شيخ الصناعة بعد الخليل أن مشطور الرجز ومنهوكه ليس بشعر كقول النبي صلى الله عليه وسلم: "الله مولانا ولا مولى لكم" وقوله صلى الله عليه وسلم "هل أنت إلا أصبع دميت"؟ وفي سبيل الله ما لقيت" وقوله صلى الله عليه وسلم
أنا النبي لا كذب
أنا ابن عبد المطلب
وأشباه هذا قال ابن القطاع: وهذا الذي زعمه الأخفش وغيره غلط بين وذلك لأن الشاعر إنما سمي شاعرا لوجوه منها أنه شعر القول وقصده وأراده واهتدى إليه وأتى به كلاما موزونا على طريقة العرب مقفى فإن خلا من هذه الأوصاف أو بعضها لم يكن شعرا ولا يكون قائله شاعرا بدليل أنه لو قال كلاما موزونا على طريقة العرب وقصد الشعر أو أراده ولم يقفه لم يسم شاعرا ولم يسم ذلك الكلام شعرا بإجماع العلماء والشعراء وكذا لوقفاه وقصد به الشعر ولكن لم يأت به موزونا لم يكن شعرا وكذا لو أتى به موزونا مقفى ولكن لم يقصد به الشعر لا يكون شعرا ويدل عليه أن كثيرا من الناس يأتون بكلام موزون مقفى غير أنهم ما قصدوه ولا أرادوه ولا يسمى شعرا وإذا تفقد ذلك وجد كثيرا في كلام الناس فدل على أن الكلام الموزون لا يكون شعرا إلا بالشروط المذكورة وهي القصد وغيره مما سبق والنبي صلى الله عليه وسلم لم يقصد بكلامه ذلك الشعر ولا أراده فلا يعد شعرا وإن كان موزونا. اهـ. وحاصل هذا الرد أن مشطور الرجز شعر إذا توفرت له الشروط المذكورة لكن هذا القول من الرسول صلى الله عليه وسلم ليس شعرا لعدم توفر شروط الشعر لا لأن مشطور الرجز ليس شعرا.
ومعنى "أنا النبي لا كذب" أي أنا النبي حقا فلا أفر ولكن أثبت.