(والذي نفسي بيده لو أمرتنا أن نخيضها البحر لأخضناها) "نخيضها" بضم النون وكسر الخاء يعني الخيل يعني نجعلها تخوض البحر وتخترقه لجعلناها كذلك.
(ولو أمرتنا أن نضرب أكبادها إلى برك الغماد لفعلنا) قال النووي: أما "برك" فهو بفتح الباء وسكون الراء هذا هو المعروف المشهور في كتب الحديث وروايات المحدثين قال القاضي عياض: قال بعض أهل اللغة: صوابه كسر الراء قال النووي: وذكره جماعة من أهل اللغة بالكسر لا غير واتفق الجميع على أن الراء ساكنة إلا ما حكى القاضي عن الأصيلي أنه ضبطه بإسكانها وفتحها وهذا غريب ضعيف.
وأما "الغماد" فبكسر الغين وضمها لغتان مشهورتان لكن الكسر أفصح وهو المشهور في روايات المحدثين والضم هو المشهور في كتب اللغة وهو موضع من وراء مكة بخمس ليال بناحية الساحل وقيل: بلدتان وقيل: موضع بأقاصي هجر وقيل: برك الغماد وسعفات هجر كناية تقال فيما تباعد أي من غير قصد حقيقة الأمكنة.
(فندب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس فانطلقوا حتى نزلوا بدرا) أي دعاهم إلى الخروج للقاء العير وهذا ظاهر في أن المشاورة كانت بالمدينة.
(ووردت عليهم روايا قريش) الروايا من الإبل الحوامل للماء واحدتها راوية فالمراد مرت بهم إبل قريش التي يستقون عليها وتروي القوم والمراد الروايا ورعاتها.
(وفيهم غلام أسود) أي وفي رعاتها ومرافقيها غلام أسود.
(ما لي علم بأبي سفيان) هذه حقيقة الغلام فهو لا يعلم عن أبي سفيان وقافلته شيئا وإنما هو مع قريش الذين خرجوا من مكة ونزلوا بدرا لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(ولكن هذا أبو جهل وعتبة وشيبة وأمية بن خلف في الناس) أي هؤلاء الذين أعرفهم وهم الذين أستقي لهم في طائفة كبيرة من قريش إن أبا سفيان أرسل إلى قريش: أن أدركوا أموالكم مع أبي سفيان فقد عرض لها محمد فاستنفر أبو جهل الناس وغير أبو سفيان الطريق فنجا بالعير لكن أبا جهل وعصابته أبوا إلا أن يواجهوا محمدا في بدر.
(فلما رأى ذلك انصرف) عن الصلاة بالتسليم بعد أن أكملها مخففة.
(لتضربوه إذا صدقكم وتتركوه إذا كذبكم) قال النووي: هكذا وقع في النسخ "تضربوه" و"تتركوه" بغير نون [وكان الأصل أن يقول: تضربونه وتتركونه] وهي لغة تحذف النون بغير نصب ولا جزم.
(فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هذا مصرع فلان قال: ويضع يده على الأرض ههنا) أي فكان صلى الله عليه وسلم يشير بيده إلى أماكن مصارع زعماء قريش فيما صار ميدان المعركة وممن