للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إذ هي أمر نسبي ففي المسافات البعيدة لها معنى غير المسافاة القريبة فقد يقال: بلد كذا عند بلد كذا وبينهما أميال والمراد هنا بالحديبية.

وقال النووي: هكذا هو في جميع نسخ بلادنا "أحصر عند البيت" وكذا نقله القاضي عن رواية جميع الرواة سوى ابن الحذاء فإن في روايته "عن البيت" وهو الوجه.

وعن كلمة الإحصار قال النخعي والكوفيون: الحصر: الكسر والمرض والخوف.

وقال كثيرون من الصحابة وغيرهم: الإحصار كل حابس حبس الحاج من عدو ومرض وغير ذلك.

وأخرج الشافعي عن ابن عباس: لا حصر إلا من حبسه عدو.

والمشهور عن أكثر أهل اللغة: أن الإحصار إنما يكون بالمرض وأما بالعدو فهو الحصر وأثبت بعضهم أن أحصر وحصر بمعنى واحد يقال في جميع ما يمنع الإنسان من التصرف.

(ولا يخرج بأحد معه من أهلها) أي إذا أراد مسلم بمكة أن يخرج مع محمد صلى الله عليه وسلم وهو خارج ولم يكن جاء معه فلا يجوز لمحمد صلى الله عليه وسلم أن يخرج به ولا أن يدافع عن مصاحبته.

بل في الرواية الرابعة "من جاءكم منا رددتموه علينا".

(ولا يمنع أحدا يمكث بها ممن كان معه) أي لا يمنع مسلما أن يرتد عن الإسلام ويمكث بمكة ممن جاء معه بل في الرواية الرابعة "من جاء منكم لم نرده عليكم" وفي ذلك بسط لحماية الكفار لمن رغب في الكفر ومنع لحماية المسلمين لمن رغب في الإسلام.

(فلما أن كان يوم الثالث) قال النووي: هكذا هو في النسخ كلها بإضافة "يوم" إلى "الثالث" وهو من إضافة الموصوف إلى الصفة ومذهب الكوفيين جوازه ومذهب البصريين تقدير محذوف أي يوم الزمان الثالث.

(فقالوا: يا رسول الله أنكتب هذا؟ قال: نعم) الظاهر أن هذا القول من المسلمين وقع بعد كتابة الصلح وأن هذا كان من الصحابة استغرابا وتعجبا وتبرما فبين الرسول صلى الله عليه وسلم حكمة موافقته على هذا الشرط فقال:

(إنه من ذهب منا إليهم فأبعده الله ومن جاءنا منهم سيجعل الله له فرجا ومخرجا) أي من ارتد عن الإسلام وذهب إليهم فهو شر أبعده الله عنا ومن جاءنا مسلما فرددناه لن يضره ردنا لأن الله سيجعل له فرجا ومخرجا وفي رواية البخاري "كان فيما اشترط سهيل بن عمرو على النبي صلى الله عليه وسلم: أن لا يأتيك منا أحد -وإن كان على دينك- إلا رددته إلينا وخليت بيننا وبينه فكره المؤمنون ذلك وامتعضوا منه وأبى سهيل إلا ذلك فكاتبه النبي صلى الله عليه وسلم" وفي رواية أخرى للبخاري "فبينما هم كذلك إذ دخل أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف في قيوده" ويمشي مشيا بطيئا بسبب قيده وكان أبوه سهيل قد حبسه وأوثقه ومنعه من الهجرة وعذبه بسبب إسلامه فأفلت من سجنه

<<  <  ج: ص:  >  >>