للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

شيء دنوت منه فقد رهقته. اهـ. وفي كتب اللغة: رهق فلان بكسر الهاء يرهق بفتحها ركب الشر والظلم وغشي المآثم وفي القرآن الكريم {فزادوهم رهقا} [الجن: ٦] والمعنى: فلما دنا الكفار منه صلى الله عليه وسلم ورغب في أن يدافع عنه من معه خرج إليهم واحد فلما استشهد دنوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم.

(فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لصاحبيه: ما أنصفنا أصحابنا) المراد من "صاحبيه" القرشيان قال النووي: الرواية المشهورة فيه "ما أنصفنا" بإسكان الفاء و"أصحابنا" منصوب مفعول به هكذا ضبطه جماهير العلماء من المتقدمين والمتأخرين والمراد من "نحن" -الرسول صلى الله عليه وسلم وطلحة وسعد- أي لم ننصف الأنصار السبعة الذين ضحوا بأنفسهم واحدا بعد واحد حيث لم يخرج طلحة وسعد المهاجران ولم يبرزا للقتال وذكر القاضي وغيره: أن بعضهم رواه بفتح الفاء "أصحابنا" مرفوع فاعل والمراد على هذا أن أصحابنا الذين فروا لم ينصفونا لفرارهم وتركنا.

(وكسرت رباعيته) بفتح الراء وفتح الباء مخففة وكسر العين وفتح الياء مخففة وهي السن التي تلي الثنية وللإنسان أربع ثنايا ثنتان من فوق وثنتان من تحت في وسط الفك من الأمام وله أربع رباعيات ثنتان من فوق يمين الثنيتين وشمالها وثنتان من تحت كذلك فالرباعية هي التي بين الناب والثنية ومعنى كسر الرباعية كسر جزء منها وسقوطه ولم تخلع كلها.

(وهشمت البيضة على رأسه) "هشمت" بضم الهاء مبني للمجهول والهشم كسر الشيء اليابس والأجوف وبابه ضرب يضرب و"البيضة" والخوذة بضم الخاء عدة من عدد التسلح من حديد توضع على الرأس لحمايته وتربط بأسفل الذقن وهي تشبه نصف بيضة النعام.

قال الحافظ ابن حجر: ومجموع ما ذكر في الأخبار مما أصاب النبي صلى الله عليه وسلم من الجراح يوم أحد أنه شج وجهه وكسرت رباعيته وجرحت وجنته وشفته السفلى من باطنها ووهى منكبه من ضربة ابن قمئة وجحشت ركبته أي خدشت صلى الله عليه وسلم وفي سيرة ابن هشام: أن عتبة بن أبي وقاص هو الذي كسر رباعية النبي صلى الله عليه وسلم السفلى وجرح شفته السفلى وأن عبد الله بن شهاب الزهري هو الذي شجه في جبهته وأن عبد الله بن قمئة جرحه في وجنته فدخلت حلقتان من حلق المغفر في وجنته صلى الله عليه وسلم.

(فكانت فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم تغسل الدم) في الرواية الثالثة "والله إني لأعرف من كان يغسل جرح رسول الله صلى الله عليه وسلم "وفي الرواية الرابعة "كسرت رباعيته يوم أحد وشج في رأسه فجعل يسلت الدم منه" يقال: سلت الدم بفتح اللام يسلت بضمها وكسرها أي سله وسحبه ومسحه أي فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح الدم الذي يسيل من رأسه وفي الرواية الخامسة "وهو يمسح الدم عن وجهه" وفي ملحقها: "فهو ينضح الدم عن جبينه" أي يدفع الدم عن جبينه وعند الطبراني: سبب مجيء فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ولفظه "لما كان يوم أحد وانصرف المشركون خرج النساء إلى الصحابة يعينونهم فكانت

<<  <  ج: ص:  >  >>