فاطمة فيمن خرج فلما رأت النبي صلى الله عليه وسلم اعتنقته وجعلت تغسل جراحاته بالماء فيزداد الدم .. الحديث بمثل روايتنا.
(وكان علي بن أبي طالب يسكب عليها بالمجن) أي يسكب عليها الماء من المجن وهو الترس وهو لوح من الحديد مقوس يتوقى به في الحرب أي كان يملؤه بالماء ويصب عليها منه وهي تغسل الدم.
(فلما رأت فاطمة أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة) لأنه يمنع التجلط ويساعد الدم على الخروج من المنفذ.
(أخذت قطعة حصير فأحرقته) الضمير للحصير وفي رواية "قطعة حصير خلق".
(حتى صار رمادا ثم ألصقته بالجرح فاستمسك الدم) عند الطبراني "فأحرقته بالنار وكمدته به حتى لصق بالجرح فاستمسك الدم" وفي رواية له "فأحرقت حصيرا حتى صارت رمادا فأخذت من ذلك الرماد فوضعته فيه حتى رقأ الدم" وعن هذه المداواة قالت الرواية الثالثة "والله إني لأعرف .. بماذا دووى جرحه".
(أم والله إني لأعرف)"أم" بفتح الهمزة وفتح الميم مخففة وأصلها "أما" بفتح الميم مع التخفيف حرف استفتاح بمنزلة "ألا" وتكثر قبل القسم وتحذف ألفها تخفيفا كما هنا.
{ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون} وقد ذكر في سبب نزول الآية سبب آخر فقد روى البخاري عن سالم عن أبيه "أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع من الركعة الآخرة من الفجر يقول: اللهم العن فلانا وفلانا وفلانا بعد ما يقول: سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد فأنزل الله: {ليس لك من الأمر شيء ... } إلى قوله {فإنهم ظالمون} قال الحافظ ابن حجر: والثلاثة الذين دعا عليهم قد أسلموا يوم الفتح ولعل هذا هو السر في نزول قوله تعالى {ليس لك من الأمر شيء} والمعنى: {أو يتوب عليهم} فيسلموا {أو يعذبهم} إن ماتوا كفارا ويحتمل أن الآية نزلت للسببين جميعا.
(يحكي نبيا من الأنبياء) أي يحكي عن نفسه ويقول "كيف يفلح قوم شجوا نبيهم .. إلخ" ويقول النووي: هذا النبي صلى الله عليه وسلم المشار إليه من المتقدمين وقد جرى لنبينا صلى الله عليه وسلم مثل هذا يوم أحد.
(ويقول: رب اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون) في رواية "ثم قال يومئذ -أي حين وضع رماد الحصير على الجرح- "اشتد غضب الله على قوم دموا وجه رسوله ثم مكث ساعة ثم قال: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون".
(اشتد غضب الله على رجل يقتله رسول الله صلى الله عليه وسلم في سبيل الله) زاد سعيد بن منصور في روايته "يقتله رسول الله بيده" ولعل هذا كان المانع من أن يقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده. اهـ.