للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

-[فقه الحديث]-

كانت وقعة أحد المشهورة في شوال سنة ثلاث باتفاق الجمهور وشذ من قال: سنة أربع وقال مالك: كانت بعد بدر بسنة وفيه تجوز لأن بدرا كانت في رمضان باتفاق فهي بعدها بسنة وشهر لم يكتمل.

وكان السبب فيها ما ذكره ابن إسحق عن شيوخه وموسى بن عقبة قالوا: لما رجعت قريش مهزومين من غزوة بدر استجلبوا من استطاعوا من العرب في هذه السنة وسار بهم أبو سفيان حتى نزلوا ببطن الوادي من قبل أحد -يهددون المدينة انتقاما من المسلمين وأخذا بثأر يوم بدر- وكان رجال من المسلمين قد أسفوا على ما فاتهم من مشهد بدر وتمنوا لقاء العدو ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رؤيا فلما أصبح قال: رأيت البارحة في منامي بقرا تذبح والله خير وأبقى ورأيت سيفي ذا الغفار انقصم من عند ظبته -أو قال: به فلول- فكرهته وهما مصيبتان ورأيت أني في دروع حصينة وأني مردف كبشا قالوا: وما أولتها؟ قال: أولت البقر بقرا يكون فينا وأولت الكبش كبش الكتيبة وأولت الدرع الحصينة المدينة فامكثوا فإن دخل القوم الأزقة قاتلناهم ورموا من فوق البيوت فقال أولئك القوم: يا نبي الله كنا نتمنى هذا اليوم وأبى كثير من الناس إلا الخروج فلما صلى الجمعة وانصرف دعا باللأمة فلبسها ثم أذن في الناس بالخروج فندم ذوو الرأي منهم فقالوا: يا رسول الله امكث كما أمرتنا. فقال: ما ينبغي لنبي إذا أخذ لأمة الحرب أن يرجع حتى يقاتل فنزل فخرج بهم وهم ألف رجل وكان المشركون ثلاثة آلاف حتى نزل بأحد ورجع عنه عبد الله بن أبي بن سلول في ثلاثمائة فبقى في سبعمائة فلما رجع عبد الله سقط في أيدي طائفتين من المؤمنين وهما بنو حارثة وبنو سلمة.

أحداث المعركة: صف المسلمون بأصل أحد وصف المشركون بالسبخة وتهيئوا للقتال وعلى خيل المشركين -وهي مائة فرس- خالد بن الوليد وليس مع المسلمين فرس وصاحب لواء المشركين طلحة بن عثمان وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن جبير على الرماة وهم خمسون رجلا وعهد إليهم ألا يتركوا منازلهم وكان صاحب لواء المسلمين مصعب بن عمير فبارز طلحة بن عثمان فقتله وحمل المسلمون على المشركين حتى أبعدوهم عن أثقالهم وحملت خيل المشركين فنضحتهم الرماة بالنبل ثلاث مرات فدخل المسلمون عسكر المشركين فانتهبوهم فرأى ذلك الرماة فتركوا مكانهم ودخلوا العسكر فأبصر ذلك خالد بن الوليد ومن معه فعلا بخيل المشركين فوقهم فقتل من بقي من الرماة ومنهم أميرهم عبد الله بن جبير ولما رأى المشركون خيلهم ظاهرة تراجعوا فحملوا على المسلمين فمزقوهم وصرخ صارخ: قتل محمد فعطف المسلمون يقتل بعضهم بعضا وهم لا يشعرون وفر طائفة منهم إلى جهة المدينة وتفرق سائرهم في الشعاب وثبت نبي الله صلى الله عليه وسلم حين انكشفوا عنه وهو يدعوهم في أخراهم واستقبله المشركون فرموا وجهه فأدموه وكسروا رباعيته

<<  <  ج: ص:  >  >>