للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وتوجه النبي صلى الله عليه وسلم يلتمس أصحابه وشغل المشركون بقتلى المسلمين يمثلون بهم يقطعون الآذان والأنوف والفروج ويبقرون البطون وهم يظنون أنهم أصابوا النبي صلى الله عليه وسلم وكبار أصحابه حتى اتخذت هند من أجزاء قتلى المسلمين حزما وقلائد وأعطت حزمها وقلائدها اللاتي كن عليها لوحشي جزاء له على قتل حمزة وبقرت عن كبد حمزة فلاكتها فلم تستطع أن تسيغها فلفظتها وقال أبو سفيان يفتخر بآلهته: اعل هبل فناداه عمر: الله أعلى وأجل ورجع المشركون إلى أثقالهم فحملوها ورحلوا ورجع المسلمون إلى قتلاهم فدفنوهم في ثيابهم ولم يغسلوهم ولم يصلوا عليهم وبكى المسلمون على قتلاهم فسر المنافقون وظهر غش اليهود وفارت المدينة بالنفاق فقالت اليهود: لو كان نبيا ما ظهروا عليه وقال

المنافقون: لو أطاعونا ما أصابهم هذا ما ماتوا وما قتلوا قال ابن إسحق: وأنزل الله في شأن أحد ستين آية من سورة آل عمران ذكرناها في المعنى العام.

حصيلة المعركة: كان المسلمون في بدر قد أصابوا من المشركين أربعين ومائة سبعين قتيلا وسبعين أسيرا واستشهد من المسلمين يوم أحد سبعون شهيدا على أرجح الأقوال: أربعة من المهاجرين حمزة ومصعب بن عمير وعبد الله بن جحش وشماس بن عثمان والباقون من الأنصار وقد روى البخاري في غزوة أحد مجموعة من الأحاديث تلقي ضوءا على أحداث المعركة نذكر منها:

١ - عن البراء رضي الله عنه قال: "لقينا المشركين يومئذ وأجلس النبي صلى الله عليه وسلم جيشا من الرماة وقال: لا تبرحوا إن رأيتمونا ظهرنا عليهم فلا تبرحوا وإن رأيتموهم ظهروا علينا فلا تعينونا فلما لقيناهم هربوا حتى رأيت النساء" أي النساء المشركات وكانت قريش قد خرجوا معهم بالنساء لأجل الحفيظة والثبات وسمي منهن ابن إسحق: هند بنت عتبة وأم حكيم بنت الحارث بن هشام وفاطمة بنت الوليد بن المغيرة وبرزة بنت مسعود الثقفية وريطة بنت شيبة السهمية وسلافة بنت سعد وخناس بنت مالك والدة مصعب بن عمير وعمرة بنت علقمة بن كنانة وقيل خرجت إلى أحد خمس عشرة امرأة "يشتددن في الجبل رفعن عن سوقهن قد بدت خلاخلهن" وفي رواية عند ابن إسحق قال الزبير بن العوام: "والله لقد رأيتني أنظر إلى خدم هند بنت عتبة وصواحباتها مشمرات هوارب ما دون إحداهن قليل ولا كثير" فقال الرماة من المسلمين: "الغنيمة الغنيمة. فقال عبد الله لأصحابه: عهد إلي النبي صلى الله عليه وسلم أن لا تبرحوا فأبوا فأصيب سبعون قتيلا وأشرف أبو سفيان فقال: أفي القوم محمد؟ فقال: لا تجيبوه فقال: أفي القوم ابن أبي قحافة؟ قال: لا تجيبوه فقال أفي القوم ابن الخطاب؟ .. فقال: إن هؤلاء قتلوا فلو كانوا أحياء لأجابوا فلم يملك عمر نفسه فقال: كذبت يا عدو الله أبقى الله عليك ما يخزيك. قال أبو سفيان: اعل هبل فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أجيبوه. قالوا: ما نقول؟ قال: قولوا: الله أعلى وأجل قال أبو سفيان: لنا العزى ولا عزى لكم فقال النبي صلى الله عليه وسلم: أجيبوه قالوا: ما نقول؟ قال: قالوا: الله مولانا ولا مولى لكم. قال أبو سفيان: يوم بيوم بدر والحرب سجال وتجدون مثلة لم آمر بها ولم تسئني" أي لم أكرهها وإن كان وقوعها بغير أمري.

٢ - عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: "لما خرج النبي صلى الله عليه وسلم إلى غزوة أحد رجع ناس ممن خرج معه وكان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فرقتين فرقة تقول: نقاتلهم وفرقة تقول: لا نقاتلهم فنزلت {فما لكم في

<<  <  ج: ص:  >  >>