المنافقين فئتين والله أركسهم بما كسبوا} [النساء: ٨٨] وقال: إنها طيبة تنفي الذنوب كما تنفي النار خبث الفضة".
٣ - عن جابر بن عبد الله -رضي الله عنهما- قال: نزلت هذه الآية فينا (آل عمران ١٢٢){إذ همت طائفتان منكم أن تفشلا} بني سلمة وبني حارثة وما أحب أنها لم تنزل والله يقول {والله وليهما}(والفشل الجبن وبنو سلمة من الخزرج وبنو حارثة أقاربهم من الأوس).
٤ - عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد ومعه رجلان يقاتلان عنه عليهما ثياب بيض كأشد القتال ما رأيتهما قبل ولا بعد" قال الحافظ ابن حجر: هما جبريل وميكائيل كذا وقع في مسلم من طريق آخر.
٥ - عن أنس رضي الله عنه قال: "لما كان يوم أحد انهزم الناس عن النبي صلى الله عليه وسلم وأبو طلحة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم مجوب عليه بحجفة له" أي محصنه ومحيطه بترس له يقال: جوب عليه بترس أي وقاه به والحجفة الترس من جلد ونحوه "وكان أبو طلحة رجلا راميا شديد النزع" أي شديد رمي السهم "كسر يومئذ قوسين أو ثلاثا وكان الرجل يمر معه بجعبة من النبل فيقول: انثرها لأبي طلحة قال: ويشرف النبي صلى الله عليه وسلم ينظر إلى القوم فيقول أبو طلحة "للنبي صلى الله عليه وسلم" بأبي أنت وأمي. لا تشرف يصيبك سهم من سهام القوم نحرى دون نحرك ولقد وقع السيف من يدي أبي طلحة إما مرتين وإما ثلاثا"
٦ - عن عثمان بن موهب قال: جاء رجل حج البيت فرأى قوما جلوسا فقال: من هؤلاء القعود؟ قالوا: هؤلاء قريش قال: من الشيخ؟ قالوا: ابن عمر فأتاه فقال: إني سائلك عن شيء أتحدثني؟ ثم قال: أنشدك بحرمة هذا البيت. أتعلم أن عثمان بن عفان فر يوم أحد؟ قال: نعم. قال: فتعلمه تغيب عن بدر؟ فلم يشهدها؟ قال: نعم. قال: فتعلم أنه تخلف عن بيعة الرضوان؟ فلم يشهدها؟ قال نعم قال فكبر. قال ابن عمر: تعال لأخبرك ولأبين لك عما سألتني عنه أما فراره يوم أحد فأشهد أن الله عفا عنه" أي بقوله تعالى {إن الذين تولوا منكم يوم التقى الجمعان إنما استزلهم الشيطان ببعض ما كسبوا ولقد عفا الله عنهم إن الله غفور حليم}"وأما تغيبه عن بدر فإنه كان تحته بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت مريضة فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: إن لك أجر رجل ممن شهد بدرا وسهمه وأما تغيبه عن بيعة الرضوان فإنه لو كان أحد أعز ببطن مكة من عثمان بن عفان لبعثه مكانه فبعث عثمان وكانت بيعة الرضوان بعد ما ذهب عثمان إلى مكة فقال النبي صلى الله عليه وسلم بيده اليمنى: هذه يد عثمان فضرب بها على يده فقال: هذه لعثمان اذهب بها الآن معك".
٧ - عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: جعل النبي صلى الله عليه وسلم على الرجالة يوم أحد عبد الله بن جبير وأقبلوا منهزمين فذاك إذ يدعوهم الرسول في أخراهم" يشير بذلك إلى قوله تعالى {إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم فأثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم والله خبير بما تعملون}[آل عمران: ١٣٥].
الحكمة في الهزيمة: أفعال الله لا تخلو من الحكمة علمناها أو لم نعلمها ويحاول