فأطاعوه وأسلموا. قال ابن عباس: ما سمعنا بوافد قط أفضل من ضمام بن ثعلبة فوالله ما أمسى من ذلك اليوم وفي حاضره رجل أو امرأة إلا مسلما.
-[المباحث العربية]-
(نهينا أن نسأل) أن وما دخلت عليه في تأويل مصدر مجرور بحرف جر محذوف، والتقدير: نهينا عن سؤالنا.
(فكان يعجبنا أن يجيء الرجل) المصدر المنسبك من "أن" والفعل فاعل "يعجب" واسم "كان" ضمير الحال والشأن، وجملة "يعجب" خبرها.
(من أهل البادية) الجار والمجرور متعلق بمحذوف حال من الرجل، والبادية ضد الحاضرة والعمران، والنسبة إليها بدوي بكسر الباء، والبداوة الإقامة بالبادية، وأهل البادية هم الأعراب، ويغلب فيهم الجفاء، ولهذا جاء في الحديث "من بدا جفا".
وسبب حبهم لهذا الصنف من السائلين أن الشأن في أهل البادية أن يكونوا آخر من يصلهم النهي عن السؤال، فهم أكثر من غيرهم إقداما على السؤال، وهم أهل لأن يعذروا لما عرف عنهم من الغلظة والجهل والجفوة.
(العاقل) بالرفع صفة الرجل، والباعث على حبهم اتصافه بالعقل أن مثله يسأل عن المحتاج إليه المفيد، ومثله يجيد كيفية السؤال وآدابه، ويحسن المراجعة فيكثر النفع.
(فيسأله ونحن نسمع) "يسأل" بالنصب معطوف على" يجيء" وجملة "نحن نسمع" حال.
(فجاء رجل) هو ضمام بن ثعلبة البكري، بكسر الضاد وتخفيف الميم، وجاء اسمه في نهاية رواية البخاري إذ قال: وأنا ضمام بن ثعلبة أخو بني سعد بن بكر.
(فزعم لنا أنك تزعم) قوله "زعم" و"تزعم" مع تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم دليل على أن الزعم ليس مخصوصا بالكذب والقول المشكوك فيه، بل يكون أيضا في القول المحقق والصدق الذي لا شك فيه كقوله صلى الله عليه وسلم "زعم جبريل" وقوله سيبويه: زعم الخليل.
(قال: فمن خلق السماء) الفاء فصيحة في جواب شرط مقدر، أي إذا كان الله أرسلك فمن خلق السماء؟ و"من" اسم استفهام مبتدأ، وجملة "خلق" خبرها، وليس المقصود الاستفهام الحقيقي، بل التقرير ليبني عليه ما بنى.
(قال: الله) مبتدأ خبره محذوف، والتقدير: الله هو الذي خلق السماء.
(فمن نصب الجبال وجعل فيها ما جعل؟ ) نصب الجبال أقامها وأرساها