-[المباحث العربية]-
(قال: فاشتد ذلك) أعاد لفظة "قال" لطول الكلام، فإن أصله: لما نزلت اشتد ذلك، فلما طال حسن إعادة لفظ " قال" وقد جاء مثله في القرآن الكريم، في قوله تعالى: {أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم ترابا وعظاما أنكم مخرجون} [المؤمنون: ٣٥] فأعاد "أنكم". والفاء في "فاشتد" عاطفة على محذوف، لأن جواب "لما" لا يلحقه الفاء، والتقدير: لما نزلت عقلنا معناها فاشتد ذلك.
(ثم بركوا على الركب) جلسة الخضوع والاستسلام والضراعة.
(أي رسول الله) "أي" بفتح فسكون حرف لنداء البعيد أو القريب أو المتوسط، على خلاف في ذلك.
(كلفنا من الأعمال ما نطيق) بضم النون من أطاق، و"ما" موصول مفعول ثان لكلفنا، وعائد الصلة مفعول "نطيق" محذوف، والجار والمجرور المتقدم متعلق بنطيق، والتقدير: كلفنا ما نطيقه من الأعمال.
(الصلاة والصيام والجهاد والصدقة) بدل من الموصول، أو بيان له، والتقدير: كلفنا الصلاة والصيام والجهاد والصدقة فقمنا بما كلفنا.
(أتريدون أن تقولوا كما قال أهل الكتابين) الاستفهام إنكاري توبيخي، أي لا ينبغي ولا يصح أن تريدوا ذلك، والمراد من الكتابين التوراة والإنجيل.
(غفرانك ربنا) قال الفراء: "غفرانك" مصدر وقع في موضع أمر فنصب، والمعنى مغفرتك أي فاغفر لنا، والطلب للدعاء، و"ربنا" منادى بحذف حرف النداء.
(فلما اقترأها القوم) في القاموس: قرأ القرآن تلاه كاقترأه. اهـ.
ومن المعلوم أن زيادة المبني تدل على زيادة المعنى. أي قرأها القوم بمشقة وصعوبة.
(ذلت بها ألسنتهم) أي هانت ولانت بها ألسنتهم.
(فأنزل الله في إثرها) بكسر الهمزة مع إسكان الثاء، وبفتح الهمزة والثاء لغتان. وضمير "إثرها" يعود إلى الآية التي اشتدت عليهم {لله ما في السموات وما في الأرض وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله على كل شيء قدير}
(فلما فعلوا ذلك) أي استجابوا لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم وقرءوا الآيتين.
{لا يكلف الله نفسا إلا وسعها} أي إلا طاقتها، وقيل: إلا دون طاقتها، والوسع الطاقة والجهد.