للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(لقد كان يأوي إلى ركن شديد) أصل الركن ما يستند إليه الشيء ويمتنع به، فشبه به الله أو العشيرة - كما سيأتي - على سبيل الاستعارة التصريحية، و"يأوي" مضارع "أوى" بمعنى يعتمد ويحتمي ويركن.

(لأجبت الداعي) "أل" في "الداعي" للعهد، والمعهود رسول الملك الذي جاء يطلب خروجه من السجن لمقابلته.

(حتى جازها) أي حتى جاوزها، وليس المراد الدخول فيما بعدها بل المراد الانتهاء منها، فهو في معنى الرواية الأخرى "حتى أنجزها" أي حتى أتمها.

-[فقه الحديث]-

يمكن حصر الموضوع في أربع نقاط:

١ - توضيح موقف إبراهيم عليه السلام.

٢ - توضيح قول النبي صلى الله عليه وسلم: "نحن أحق بالشك من إبراهيم"

٣ - توضيح موقف لوط عليه السلام.

٤ - توضيح موقف يوسف عليه السلام، وتوجيه كلام الرسول صلى الله عليه وسلم عنه.

١ - أما موقف إبراهيم عليه السلام ففيه قال الله تعالى: {وإذ قال إبراهيم رب أرني كيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليك} (أي اضممهن إليك، ثم جزئهن) {يأتينك سعيا} (ساعيات مسرعات) {واعلم أن الله عزيز حكيم} وإنما أمر بضمها إلى نفسه بعد أخذها ليتأملها، ويعرف أشكالها وهيئاتها لئلا تلتبس عليه بعد إحيائها، ولا يتوهم أنها غير تلك، بل روي أنه أمر بأن يذبحها ويقطعها ويخلط ريشها ودماءها ولحومها، وأن يمسك في يده رءوسها ثم يوزع أجزاءها على كل جبل ربعا من كل طائر، ثم يصيح بها: تعالين بإذن الله، فجعل كل جزء يطير إلى آخر حتى صارت جثثا، ثم أقبلن، فانضممن إلى رءوسهن كل جثة إلى رأسها.

أما عن سبب سؤال إبراهيم هذا السؤال فقد قيل: إنه رأى جيفة بساحل البحر يتناولها السباع والطير ودواب البحر، فتفكر كيف يجتمع ما تفرق من تلك الجيفة.

وفي مراده من السؤال قيل:

أ - إن الشك على ظاهره، وكان ذلك قبل النبوة.

ب - إن الشك على ظاهره، وسببه وسوسة الشيطان، لكنها لم تستقر، ولم تزلزل الإيمان الثابت،

<<  <  ج: ص:  >  >>