للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(فسألها عن ذلك) الفعل، وعن الدافع له، وفي رواية ابن إسحاق "وقال لها: ما حملك على ذلك؟ " وعند الواقدي "قال لها: من حملك على ما فعلت"؟ .

(فقالت: أردت لأقتلك) وعند ابن سعد عن الواقدي "قالت: قتلت أبي وزوجي وعمي وأخي، ونلت من قومي ما نلت، فقلت: إن كان نبياً فسيخبره الذراع، وإن كان ملكاً استرحنا منه" وفي رواية "فقالت: أردت أن أعلم. إن كنت نبياً فسيطلعك الله عليه، وإن كنت كاذباً فأريح الناس منك" زاد في رواية "وقد استبان لي الآن أنك صادق، وأنا أشهدك ومن حضر أني على دينك، وأن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، قال: فانصرف عنها حين أسلمت".

(قال: ما كان الله ليسلطك على ذاك) أي على قتلي. وفي رواية "ما كان الله ليسلطك علي" أي على قتلي.

(قالوا: ألا نقتلها)؟ قال الصحابة: ألا نقتلها عقاباً لها على جريمتها؟ قال النووي "نقتلها" بالنون في أكثر النسخ وفي بعضها بالتاء.

(قال: لا) أي لا تقتلوها، فإنها لم تقتل، وأنا لا أنتقم لنفسي، فلما مات بشر بن البراء بسمها، وعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك دفعها لأوليائه، فقتلوها قصاصاً.

(فما زلت أعرفها في لهوات رسول الله صلى الله عليه وسلم) يقول أنس: فما زلت أعرف وأرى أثر المضغة المسمومة في سقف حلق رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن مات، كأنه بقي للسم علامة وأثر في حلقه صلى الله عليه وسلم من سواد أو نتوء أو حفر أو نحو ذلك، ويحتمل أنه أراد أنه يعرف أثرها في مرضه الذي كان يعتريه كل عام، فعزوه إليها، فيكون موافقاً لقوله في حديث عائشة "ما أزال أجد ألم الطعام" وفي رواية "مازلت أجد من الأكلة التي أكلت بخيبر عداداً -بكسر العين وتخفيف الدال، وهو ما يعتاد، أي مازلت أجد ألماً اعتاد الظهور كل سنة في نفس الموعد- حتى كان هذا أوان انقطاع أبهري" قال العلماء: الأبهر، بسكون الباء وفتح الهاء، عرق مستبطن بالظهر، وكان صلى الله عليه وسلم قد كوي على هذا العرق للوقاية من أثر السم، وفي رواية للبخاري "كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في مرضه الذي مات فيه: يا عائشة، ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر -أي أحس في جوفي ألماً بسبب الطعام الذي أكلته بخيبر، فهذا أوان وجدت انقطاع أبهري من ذلك السم" أي فهذا أوان إحساسي بألم الكي على أبهري، وقد عاش صلى الله عليه وسلم بعد حادثة السم ثلاث سنين.

واللهوات بفتح الهاء جمع لهاة، وهي سقف الفم، أو اللحمة المشرفة على الحلق، وقيل: هي أقصى الحلق، وقيل: ما يبدو من الفم عند التبسم.

-[فقه الحديث]-

-[يؤخذ من الحديث]-

١ - إخباره صلى الله عليه وسلم عن الغبب.

<<  <  ج: ص:  >  >>