للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(فإذا كلب يلهث) بفتح الهاء وكسرها، واللهث المصدر بإسكانها، والاسم اللهث بفتحها، وهو ارتفاع النفس من الإعياء، وقال ابن التين: لهث الكلب، أخرج لسانه من العطش، ولهث الرجل إذا أعيا، ورجل لهثان، وامرأة لهثى كعطشان وعطشى.

(يأكل الثرى من العطش) أي يكدم بفمه الأرض الندية، والجملة صفة كلب، أو حال من ضميره في "يلهث"

(لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ مني) "مثل" بالفتح، أي بلغ مبلغا مثل الذي بلغ بي، وضبطه بعضهم بالرفع على أنه فاعل "بلغ" والإشارة مفعول.

(فنزل البئر، فملأ خفه ماء) في رواية ابن حبان "فنزع أحد خفيه"

(ثم أمسكه بفيه) احتاج إلى ذلك ليعالج بيديه الصعود من البئر.

(حتى رقي) بفتح الراء وكسر القاف، كصعد وزنا ومعنى، وفي لغة طيئ يفتحون عين الفعل المعتل اللام، والأول أفصح.

(فسقى الكلب) زاد في رواية "حتى أرواه" أي جعله ريانا.

(فشكر الله له، فغفر له) أي أثنى عليه، أو قبل عمله، أو جازاه بفعله قال القرطبي: معنى قوله "فشكر الله له" أي أظهر ما جازاه به عند ملائكته، فالفاء في "فغفر له" تفسيرية، أو من عطف الخاص على العام.

(قالوا ... ) سمي من هؤلاء السائلين سراقة بن مالك، رواه أحمد وابن ماجه.

(وإن لنا في هذه البهائم لأجرا)؟ معطوف على محذوف، تقديره: الأمر كما ذكرت، وإن لنا، وفي الكلام مضاف محذوف، أي في سقي هذه البهائم أو في الإحسان إلى هذه البهائم.

(في كل كبد رطبة أجر) "رطبة" أي حية، فالمراد رطوبة الحياة أو لأن الرطوبة لازمة للحياة، فهو كناية، والمعنى أجر ثابت في إرواء كل كبد حية والكبد يذكر ويؤنث، والعموم في "كل كبد" قيل مخصوص ببعض البهائم، مما لا ضرر فيه وسيأتي التفصيل في فقه الحديث.

(أن امرأة بغيا) بفتح الباء وكسر الغين، وهي الزانية، قال الحافظ ابن حجر: وتطلق على الأمة مطلقا، وفي روايتنا التاسعة والعشرين "بغي من بغايا بني إسرائيل".

(رأت كلبا في يوم حار، يطيف ببئر) "يطيف" بضم أوله، من أطاف، يقال: أطفت بالشيء إذا أدامت المرور حوله، وفي الرواية التاسعة والعشرين "يطيف بركية" بفتح الراء وكسر الكاف وتشديد الياء، وهي البئر مطوية أو غير مطوية، وغير المطوية يقال لها: جب وقليب، ولا يقال لها بئر، حتى تطوى، وقيل: الركي البئر قبل أن تطوى، فإذا طويت فهي الطوى يقال: طوى البئر بالحجارة، أي بناها أو عرشها.

(قد أدلع لسانه من العطش) يقال: أدلع لسانه، ودلع لسانه، لغتان، أي أخرجه لشدة العطش، وخرج من الفم واسترخى من ظمأ أو تعب.

<<  <  ج: ص:  >  >>