للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مسيرها، فينزل الركب ليستريح ويريح الرواحل، فبعضهم يقدرها بأربعة برد، وبعضهم يقدرها ببريدين، وحتى البريد بعضهم يقدره بفرسخين، وبعضهم يقدره بأربعة فراسخ، وحتى الفرسخ بعضهم يقدره بثلاثة أميال، وبعضهم يقدره بستة أميال، فما بين أيلة والجحفة يزيد على ثنتين وعشرين مرحلة، ولو قدرنا المرحلة بأربعة برد، والبريد بأربعة فراسخ، والفرسخ بثلاثة أميال، تصبح المسافة بين أيلة والجحفة ستة وخمسين ميلا وألف ميل، وإذا كان هذا عرض حوضه صلى الله عليه وسلم، وزواياه سواء، أي مربع الشكل كانت مساحته نحو مليون ومائة وخمسة عشر ألف ومائة وستة وثلاثين ميلا.

وفي الرواية الحادية عشرة "إن أمامكم حوضا، ما بين ناحيتيه، كما بين جربا وأذرح" وجرباء بفتح الجيم وسكون الراء، تأنيث أجرب، جاءت في البخاري ممدودة، وقال النووي: الصواب أنها مقصورة، قال: والمد خطأ، وأثبت صاحب التحرير المد، وجوز القصر، وأما "أذرح" فبهمزة مفتوحة، ثم ذال ساكنة، ثم راء مضمومة، بعدها حاء، قال النووي: هذا هو الصواب المشهور، ورواه بعضهم بالجيم، وهو تصحيف، وهي مدينة في طرف الشام، في قبلة الشوبك، بينها وبينه نحو نصف يوم، وهي في طرف الشراط - بفتح الشين - في طرفها الشمالي، و"تبوك" في قبلة "أذرح" بينهما نحو أربع مراحل، وبين "تبوك" ومدينة النبي صلى الله عليه وسلم نحو أربع عشرة مرحلة.

يقول الراوي عن هاتين المدينتين (جربا وأذرح) "قريتين بالشام، بينهما مسيرة ثلاث ليال" وقد غلطه الحافظ صلاح الدين العلائي، وقال: ليس كما قال، بينهما غلوة سهم، وهما معروفتان بين القدس والكرك، قال: وقد ثبت القدر المحذوف عند الدارقطني وغيره، بلفظ "ما بين المدينة، وجرباء وأذرح"، اهـ. فالمسافة نحو أربع عشرة مرحلة.

وفي الرواية الثالثة عشرة "عرضه مثل طوله، ما بين عمان إلى أيلة" قال النووي: وأما عمان فبفتح العين وتشديد الميم، وهي بلدة بالبلقاء من الشام، والمعروف في روايات الحديث وغيرها ترك صرفها. وتنسب إلى البلقاء لقربها منها، والبلقاء بلدة معروفة في فلسطين، والظاهر أن فيه مقدرا محذوفا، كسابقه أي ما بينهما وبين المدينة، ففي الرواية المتممة للعشرين "مثل ما بين المدينة وعمان"، وفي الرواية السادسة عشرة "قدر حوضي كما بين أيلة وصنعاء من اليمن" وكذا في الرواية الثانية والعشرين، وقوله "من اليمن" احتراز من صنعاء التي بالشام، وفي رواية "مثل عدن وأيلة" وفي أخرى "أبعد من أيلة إلى عدن" وفي رواية "ما بين عمان إلى أيلة" و"عمان" هذه بضم العين وفتح الميم مخففة، بلد معروف على ساحل البحر من جهة البحرين، وفي رواية كما بين صنعاء إلى المدينة وفي رواية ما بين بصرى إلى صنعاء أو ما بين أيلة إلى مكة وبصرة بضم الباء وسكون الصاد بلد معروف بطرف الشام من جهة الحجاز وفي رواية ما بين "مكة وعمان" وفي رواية "ما بين صنعاء ومكة" وفي رواية "كما بين البيضاء إلى بصرى" والبيضاء بالقرب من الربذة، البلد المعروف بين مكة والمدينة.

قال الحافظ ابن حجر: وهذه المسافات متقاربة، وكلها ترجع إلى نحو نصف شهر، أو تزيد قليلا

<<  <  ج: ص:  >  >>