من حيث العدد: هي أكثر من عدد نجوم السماء، زاد في الرواية الثالثة عشرة "ألا في الليلة المظلمة المصحية" و"ألا" للتنبيه والتأكيد، ورؤية النجوم في الليلة المظلمة التي لا قمر فيها أكثر وضوحا ولمعانا، وأكثر عددا. قال النووي: المختار والصواب أن هذا العدد للآنية على ظاهره، وأنها أكثر عددا من نجوم السماء، ولا مانع عقلي ولا شرعي يمنع من ذلك، بل ورد الشرع به مؤكدا، كما قال صلى الله عليه وسلم "والذي نفس محمد بيده لآنيته أكثر من عدد نجوم السماء" كذا في الرواية الثالثة عشرة - وقال القاضي عياض: هذا إشارة إلى كثرة العدد، وغايته الكثرة، من باب قوله صلى الله عليه وسلم "لا يضع العصا عن عاتقه" - كناية عن كثرة السفر - وهو من باب المبالغة، معروف في الشرع واللغة، ولا يعد كذبا إذا كان المخبر عنه في حيز الكثرة والعظم ومبلغ الغاية في بابه، بخلاف ما إذا لم يكن كذلك، قال: ومثله "كلمته ألف مرة" و"لقيته مائة كرة" فهذا جائز إذا كان كثيرا، وإلا فلا، قال النووي: هذا كلام القاضي، الصواب الأول.
من حيث الجنس: الذهب والفضة.
من حيث النوع والشكل: آنية. إبريق. كوز، وكلها إناء له عروة، وكأن اختياره هنا لأن الشارب سيغمسه في الحوض بيده، فناسبه ما له عروة، بخلاف الشراب في الجنة، فإنه في كأس أو كوب، يملأ من غيب إلى عبد.
من حيث اللون: أشد بياضا من اللبن، وأبيض من الفضة اللامعة.
من حيث الطعم: أحلى من العسل.
من حيث الرائحة: أطيب من المسك.
من حيث البرودة: عند أحمد "أبرد من الثلج" وعند البزار، والترمذي "وماؤه أشد بردا من الثلج".
من حيث الليونة: عند ابن أبي عاصم وابن أبي الدنيا "وألين من الزبد".
من حيث مصدر مائه: في روايتنا الرابعة عشرة "يغت فيه ميزابان، يمدانه من الجنة، أحدهما ذهب، والآخر من الورق" ومعنى "يغت" بفتح الياء وضم الغين وكسرها، وتشديد التاء، أي يدفقان فيه من أعلى، وقيل: يصبان فيه دائما صبا شديدا، ووقع في بعض النسخ "يعب" بضم العين، بعدها باء والعب الشرب بسرعة في نفس واحد، ووقع في رواية "يثعب" بثاء وعين وباء، أي ينفجر.
و"ميزابان" تثنية ميزاب، وأصله "مئزاب" بهمز، فخففت إلى ياء، وهو أنبوب أو قناة يصرف بها الماء من سطح بناء إلى وضع عال، وفي الرواية الثالثة عشرة "آخر ما عليه، يشخب فيه ميزابان من الجنة" يشخب بضم الخاء وفتحها، والشخب السيلان وأصله ما خرج من تحت يد الحالب عند كل غمرة، وعصرة لضرع الشاة.
وقال الحافظ ابن حجر: الكوثر نهر داخل الجنة، ماؤه يصب في الحوض، ويطلق على الحوض كوثر، لأنه يمد منه، فهو مادة الحوض، كما جاء صريحا في حديث البخاري "بينما أن أسير في