الجنة، إذا أنا بنهر، حافتاه قباب الدر المجوف، قلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر، الذي أعطاك ربك، فإذا طيبه - أو طينه - مسك أزفر".
وأما عمن يرده، ويشرب منه، ومن يحال بينهم وبينه: فتقول الرواية الثانية "من شرب لم يظمأ أبدا، وليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفوني، ثم يحال بيني وبينهم، فأقول: إنهم مني؟ فيقال: إنك لا تدري ما عملوا بعدك، فأقول: سحقا. سحقا لمن بدل بعدي" وتقول الرواية الرابعة "إني على الحوض، حتى أنظر من يرد علي منكم، وسيؤخذ أناس دوني، فأقول: يا رب. مني ومن أمتي؟ فيقال: أما شعرت ما عملوا بعدك؟ والله ما برحوا بعدك يرجعون على أعقابهم" وفي الرواية الخامسة "إني على الحوض أنتظر من يرد علي منكم، فوالله، ليتقطعن دوني رجال فلأقولن: أي رب مني ومن أمتي؟ فيقول: إنك لا تدري ما عملوا بعدك، مازالوا يرجعون على أعقابهم" وفي الرواية السادسة "إني لكم فرط على الحوض، فإياي، لا يأتين أحدكم فيذب عني، كما يذب البعير الضال، فأقول: فيم هذا؟ فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول سحقا" وفي الرواية التاسعة "أنا فرطكم على الحوض، ولأنازعن أقواما، ثم لأغلبن عليهم، فأقول: يا رب. أصحابي؟ أصحابي؟ فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك" وفي الرواية الرابعة عشرة "إني لبعقر حوضي" أي لواقف في قاعدته "أذود الناس لأهل اليمين" أي أدفع الناس، لأوسع لأهل اليمين أن يشربوا "أضرب بعصاي حتى يرفض عليهم" بفتح الياء وسكون الراء وفتح الفاء وتشديد الدال، أي حتى يتفرقوا عنهم، ويخلص لهم، وفي الرواية الخامسة عشرة "لأذودن عن حوضي رجالا، كما تذاد الغريبة من الإبل" وفي الرواية السابعة عشرة "ليردن علي الحوض رجال، ممن صاحبني، حتى إذا رأيتهم، ورفعوا إلي، اختلجوا دوني" بضم التاء وكسر اللام وضم الجيم، أي جذبوا وانتزعوا بعيدا عني "فلأقولن: أي رب.
أصيحابي؟ أصيحابي؟ ، فليقالن لي: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك" وفي رواية للبخاري "إني فرطكم على الحوض، من مر علي شرب، ومن شرب لم يظمأ أبدا، ليردن علي أقوام، أعرفهم ويعرفوني، ثم يحال بيني وبينهم" وفي رواية له "يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي، فيجلون عن الحوض" بضم الياء وسكون الجيم وفتح اللام، أي يطردون ويبعدون وفي رواية "فيحلئون عنه" بضم الياء وفتح الحاء، وتشديد اللام المفتوحة، بعدها همزة مضمومة، أي يطردون "فأقول: يا رب أصحابي؟ فيقول: إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى" وفي رواية له "بينا أنا قائم، فإذا زمرة، حتى إذا عرفتهم، خرج رجل من بيني وبينهم، فقال: هلم. فقلت: أين؟ قال: إلى النار. والله. قلت: وما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى، ثم إذا زمرة، حتى إذا عرفتهم، خرج رجل من بيني وبينهم، فقال: هلم، قلت: أين؟ قال: إلى النار، والله، قلت: ما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى، فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل الغنم" أي لا يخلص من هؤلاء الذين وفدوا من الحوض، وكادوا يردونه فصدوا عنه، والهمل بفتحتين الإبل بلا راع أو الضالة، أي لا يرد منها إلا القليل، لأن الهمل في الإبل قليل بالنسبة لغيره.
من هذه الروايات يتبين:
- أن من شرب من الحوض لا يظمأ أبدا. قال القاضي: ظاهره أن الشرب منه يكون بعد الحساب والنجاة من النار، فهذا هو الذي لا يظمأ بعده، قال: وقيل: لا يشرب منه إلا من قدر له السلامة من